بعد أقل من أسبوعين من الخطاب الملكي الذي وجهه للشعب المغربي والذي يهم بالأساس المسؤولين الترابيين والذي أشار فيه جلالته إلى شيء أساسي هو أن المغرب يتحرك بسرعتين متفاوتتين بين الفقراء والأغنياء" لكن على مايبدو أن هذه الإشارة وصلت" معكوسة" لمسؤولي إنزكان بعد افتتاح فعاليات الموسم السنوي الحاج مبارك الذي انطلق يوم أمس الخميس. السردين للفقراء والشواء والبسطيلة للأغنياء ما أثار تذمر عدد من زوار الموسم السنوي الحاج مبارك يوم أمس هو ما أقدم عليه وفد عاملي يضم عدد من المسؤولين ورجال أعمال حيت رفعوا شعار" الأكل أولا" وهو ما تأكد بعد أن ارتفعت الأهازيج ترحيبا بالوفد العاملي الذي توجه صباحا مباشرة إلى مائدة إفطار فانخرط الجميع في إلتهام بشراسة ما لذ وطاب من حلويات رفيعة ومشروبات متنوعة، لكن ما أثار الاستغراب هو أن الوفد العاملي قد تجاهل عدد من الفقهاء يقرؤون القرآن بطريقة " التفريق" وكان من الصواب أولا الجلوس للاستماع لهؤلاء احتراما لطقوس الموسم، لكن " الأكل" أعمى البصيرة . وبما أن موسم الحاج مبارك المشهور بطقوسه الدينية بمشاركة عدد من فقهاء سوس منذ قرون، بعد أن كان يدعم احتفالاته عدد من المتبرعين والمحسنون، فإن الأمور قد تغيرت هذه السنة بعد أن خصصت بلدية إنزكان ميزانية مهمة لإحياءه وهو ما دفع العامل الشنوري لأول مرة بافتتاحه عكس السنوات الماضية الذي تفتتح فعالياته دون حضور السلطات الإقليمية. هذا وبعد أن افتتح الوفد العاملي الموسم بطريقة " الأكل" فضل إنهاءه بالطريقة داتها بعد إعمال مبدأ " التفريقة" حيت توجه الوفد الذي يضم عدد من أغنياء المدينة ومنتخبون صوب إحدى قاعات الحفلات بمنطقة " تاسيلا" بأكادير لإستئناف" الأكل" في وجبة غداء دسم يضم " الشواء والبسطيلة" ومن غرائب الأمور هو أن هذه الوجبة ممولة من "المال العام" من ميزانية المجلس البلدي لإنزكان،لكن مسؤولا في المجلس أعطى أوامر صارمة لحراس القاعة بعدم قبول دخول أي" فقير" اعتبارا أن الغداء حصري لعلية القوم. في الضفة الأخرى بمكان الإحتفال بالموسم حيت يتواجد " الفقراء" فقد وضع المجلس كمية من سمك السردين تقدر ب 3 طن تبرع بها أحد المحسنين لهؤلاء،ليتحول المكان لما يشبه حريق بدون نيران ارتفعت الأذخنة وتحول الأمر إلى معركة " الشواية" حيت سقطت ثلاثة أطنان من السردين. إن مدينة إنزكان وساكنتها بحسب استجواب لعدد من فعالياتها الجمعوية التي أعلنت رفضها لمثل هذه السلوكيات التي تحط من كرامة الإنسان وقيمته، مؤكدين أن المدينة في حاجة إلى تقويم ممارسات سلبية تسببت في تأخرها عن ركب التنمية المنشودة التي دعى لها ملك البلاد. فالمدينة بات اسمها مرتبط بملفات فساد مالي أغلبها لا زال في رداهات المحاكم والصورة النهائية للوضع تنبأ بمزيد من الاحتقان بعدما لم تقدر السلطات الإقليمية التصدي للوبي العقار وفضائحه المستمرة.