بعد حالة صادمة لمريض يدعى عادل خليلي، برجلين مكسورتين يُعشش النمل في جروحهما، ظهرت حالة صحية مأساوية أخرى تتعلق بأسرة في تاكزيرت ببني ملال، يعيش بين ظهرانيها ابنان في ريعان شبابهما، يتساقط جلدهما وبُترت أجزاء من أعضاء جسدهما. حكاية الأبناء، كما تحكيها أمهم "حفيظة الهريم" لجمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان ببني ملال التي بادرت إلى نشر مقطع فيديو يبين حالة الأسرة على موقع يوتوب، تتلخص في كون الابن الأكبر، وهو سعيد زمراني 19 عاما، مصاب بسرطان الجلد في رأسه وجدعه. وتقول الأم، التي تعاني من ضيق اليد بسبب بطالة الزوج ومرضه، فضلا عن تعدد أفراد الأسرة الصغيرة، 5 أبناء، إن ابنها سعيد أجرى 8 عمليات جراحية تم خلالها بتر جزء من أذنه ولسانه وأنفه ثم عينه اليمنى، وينتظر موعد عملية جراحية بعد عيد الأضحى لاستئصال عينه اليسرى. وأما أيوب زمراني، 13 عاما، فيعاني أيضا من سرطان الجلد على مستوى رأسه، والجزء الأعلى من جسده العليل. ومثل شقيقه أجريت له 8 عمليات جراحية، حيث تم بتر جزء من أذنه وقطعتين من لسانه، وآخر من أنفه، وتم استئصال عينه، وقطعت أجزاء من فرو رأسه. ويبدو أن سعيد وأيوب ينتسبان إلى ما يسمى "أطفال القمر"، حيث تؤثر عليهما أشعة الشمس بشكل خطير، ولا يُسمح لهما بالخروج إلا ليلا اتقاء أشعة الشمس، ويحتاجان إلى رعاية صحية خاصة بالمرض الذي يصيب "أطفال القمر"، غير أنهما لا يجدان أية عناية من هذا القبيل في بني ملال. وليس سعدي وأيوب وحدهما من حولا حياة حفيظة الهريم وزوجها إلى جحيم لا يطاق، بل أيضا حالة ياسين 16 عاما، الذي يعاني من أمراض نفسية وعصبية يتلقى العلاج ببني ملال، حيث يبدو صعب المراس، ولا تستطيع أمه تركه لوحده في البيت مخافة أن يؤذي نفسه. وأما الطفلتان المتبقيتان فهما يتمتعا بحالة صحية طبيعية، ويتابعان دراستهما بشكل عاد، رغم أنهما كانا على وشك الانقطاع عن الدراسة بسبب فقر الأسرة وضيق اليد، غير أن محسنا تدخل واقتنى لهما لوازم المدرسة ليكملا السنة الدراسية الحالية. وفي هذا الصدد، تقول جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان ببني ملال إن هذه الأسرة تحتاج للمساعدة المادية، لأن الأم والأب عاطلان عن العمل، وثلاثة أبناء مصابون بأمراض خطيرة، ويحتاجون لرعاية صحية ضرورية وعاجلة، كما أن الأبناء يحتاجون لدعم معنوي ونفسي. ولتقديم يد العون هذا العنوان التالي: آيت د السعيد آيت أودي تاكزيرت القصيبة بني ملال وهاتف حفيظة الهريم 0605278051