لكون ساكنة أنزا تعاني كل يوم ويلات التلوث الجوي والبحري الذي تسببه المؤسسات الاقتصادية المدمرة للحجر والبشر ، تحركت السلطة المحلية أخيرا مشكورة ، لتنفض عنها غبار آلاف من الكويرات السوداء التي تنفثها كل ليلة ( عندما يكون المواطنون نيام ) مداخن بعض المؤسسات الصناعية الملتصقة بالنسيج العمراني ، حيث تتناثر هذه الأخيرة وبشكل كبير على أسطح المنازل و فوق أوراق النباتات والأشجار وشرفات النوافذ والأدراج ، بل منها من تجد طريقها عندما يكون الجو حارا في مثل هذه الأيام ، لتستقر في الجهاز التنفسي للمواطنين دون أن يشعروا بما يستنشقونه. على العموم ، لبينا طلب السلطة التي نشكرها بالمناسبة على احساسها وحرصها على سلامة وصحة الموطنات والمواطنين ، وحضرنا اجتماعها الذي لم تحضره سوى 6 من أصل 76 جمعية من المجتمع المدني ، لتفتتح جلستها بدون مسببات ولا دواعي الاجتماع ولا بأهدافه ، طالبة منا مدها بلائحة المنخرطين بكل جمعية للمشاركة في حملة نظافة (جمع الأكياس البلاستيكية) !!! أعجبتنا الفكرة ، لكن دهشتنا واستغربنا أثار في نفوسنا عدة تساؤلات : لماذا لم تقم السلطة المحلية باستدعاء رؤساء ومديري المؤسسات الملوثة بالدرجة الأولى لهذا الاجتماع ، مع العلم أن المشكل الذي يؤرق الساكنة ، هو ما تكبده هذه الأخيرة للساكنة التي تشكي كل يوم أمرها لله ولهذا المسؤول الذي أعطى أوامره لعقده ؟ لماذا تقوم بهذه المبادرة (المشؤومة) لتطلب من المجتمع المدني القيام بحملة نظافة لمحاربة الأكياس البلاستيكية ، وكأن حي أنزا المحصن بأشجاره الوفرة وحدائقه ومتنزهاته المنتشرة في كل مكان ، وشواطئه التي تغري زواره ومرتديه ، وكأن ما يفسد جمالية هذا الحي ، سوى تلك الأكياس المتناثرة هنا وهناك ؟ هل هي التي تشوه جمالية ورونق حي أنزا ؟ أم أن هذه المبادرة هي : زلة تقدير من اجتهاد خبير ؟ إنها المهزلة بعينيها ، واستخفاف بمشاعر المواطنات والمواطنين الذين ضاقوا الأمرين ( الغياب التام للمنتخبين والحضور السلبي الباهت للسلطة). نتمنى أن تكون هذه الأخيرة الراعية والحامية لحقوق المواطنة ، أن تكون حاضرة معنا هنا بالليل بهذا الحي المنكوب ( لكونها لا تستقر به ) لتشم معنا أنواع الروائح المسمومة – المرئية وغير المرئية – التي تمطرنا بها مداخن المؤسسات التي لحد الساعة نجهل مصدرها ( لافتقارنا للوسائل المادية التي تساعدنا على القيام بدراسة للوقع البيئي الذي تسببه هذه الأخيرة ، مع العلم أن عمالة أكادير اداوتنان ، تتوفر على أنفها الإليكتروني الذي لا يجدي نفعا، لكونه أنف يتكيف مع الواقع . ثم ما جدوى الوحدة المتنقلة لرصد التلوث المركونة لشهور في الدائرة الأولى بأنزا ؟ ولماذا تم تأجيل هذه الحملة التي تقررت يوم الأحد 19/10/2014 ؟ أم أن ما رصدته العيون يوم 15/10/2014 أمام واجهات بعض المعامل التي تمطر سماء أنزا ذهبا ، وليس دخانا ، وتقذف من تحثها ماء عذبا زلالا ، وليس ملوثا ، وترمي الحجر والبشر والنبات بحجارة سوداء من سجيل ، له تأثير على ذلك ؟.