سيبقى يوم 17 دجنبر 2014 بالنسبة لتلامذة مدرسة دوار تاكركوزت الفرعية التابعة لمجموعة مدارس أماري بأولوز اقليمتارودانت، يوما خالدا في الأدهان ، يومَ عزمَ طلبة الكلية المتعددة التخصصات بتارودانت شعبة التنشيط سوسيو ثقافي على شد الرحال من أجل شق عزلة هذه المنطقة القابعة بين ثنايا جبال الأطلس و البعيدة بما يزيد على السبعين كيلومترا عن كليتهم ، من خلال تنظيم يوم إجتماعي يضفي على حياة أطفال هذه المدرسة و على دويهم لمسة أمل .. يومٌ يعلنون فيه للملأ بأن هناك شباب متعطش لخدمة هذا الوطن . هذا النشاط الذي كان بإشراف من رئيسة شعبة التنشيط السوسيو ثقافي بالكلية الأستاذة لمياء بن جلون، بشراكة مع مندوبية الصحة ومنتدى التنمية و حقوق و واجبات المواطن جاء في إطار إعداد طلبة السنة الأخيرة للشعبة السالفة الذكر لشهادتهم المهنية، وليزيد شخصيتهم خبرة و مشوارهم الدراسي كفاءة تخول لهم العطاء بسلاسة بعد التخرج، و كذلك ليقدم خدماته لما يزيد عن الثلاث مئة تلميذ و تلميذة بالمنطقة من خلال ورشات اهتمت بكل ما هو طبي ،رياضي ، تضامني، و ترفيهي تربوي تجلت في تمكين هؤلاء التلاميذ من كشوفات طبية شاملة و مدهم بالأدوية الأولية اللازمة و تحسيسهم بضرورة العناية بصحة الأسنان ، و كذلك من خلال تهييء ملعب لكرة القدم بالمدرسة تسمح مساحته لتلامذتها بمزاولة مختلف الرياضات ،خصوصا الألعاب الرياضية التي تلقنوا قواعدها الأساسية خلال نفس الورش ، وكذلك توعيتهم بكيفية حماية أنفسهم من كل الأخطار التي قد تحدق بسلامتهم أثناء استعمالهم للطريق من خلال حثهم على ضرورية استيعابهم لدلالات علامات المرور، و أهمية احترامهم لحق الأسبقية و التزامهم بالتأني و الحذر . بالإضافة إلى ذلك تم اصطحاب التلاميذ إلى عالم بعيد كل البعد عن ما سبق، عالم الهدوء و الطبيعة من خلال إشراكهم في عملية تشجير جنبات المدرسة الفرعية بمختلف أنواع الشجيرات، وذلك على إيقاع دروس توعيهم بمدى أهمية التشجير و دوره في حياة الإنسان من خلال توفير الخضرة و الهواء الحسن ، وحثهم على الحفاض على الطبيعة المحيطة بمنطقتهم ، ثم إعطائهم فسحة للتعبير عن دواتهم من خلال تمكينهم من ورشة للرسم و الأعمال اليديوية هذه الورشة التي اختلط فيها الأحمر بالأصفر و البني بالأسود ليُنسج لنا في الأخير أطفالا كلهم حب للرسم و الإبداع و ابتكار كل ما هو جميل. و في الأخير تم توزيع قفات محملة بالمواد الغذائية استفاد منها ما يزيد عن 20 أسرة محتاجة ، لتكون لإقاعات الدقة الرودانية كلمة الختم و الإعلان عن انتهاء فعاليات هذا النشاط الذي كان بحق فصلا من فصول التضامن الإجتماعي لتضرب الوعود أملا في لقاء جديد . و تعليقا على هذه المبادرة الحميدة يقول عماد أحد الطلبة المشاركين في النشاط : أتيت هنا لكي أتقاسم لمسة أمل مع هؤلاء الأطفال و من أجل إدماجهم و حتى لا يعتبروا أنفسهم مهمشين فقط لكونهم أطفال عالم قروي، وقد حاولنا تجسيد ذلك من خلال مشاركتنا لهم في اعداد عدة ورشات . ليضيف زميله هشام : ربما قد تكون هناك أخطاء .. لكن كبداية لهؤلاء الطلبة في مشوار طويل يمكننا القول أن الأمور كانت غاية في الروعة .. بينما علقت حليمة مازحة : أخيرا بإمكاننا أن نستريح، فحقا تعبنا من أجل التهييء لهذا الحدث ، فالأمر لم يكن سهلا .. لكن الحمد لله تبين أن تعبنا لم يذهب سدا ما دام قد تحول لنجاح كما قالت لنا الأستاذة لمياء بن جلون .. ربما تكون حليمة و زملاؤها راضون عن عملهم هذا.. لكن الأستاذة بن جلون لن ترضى إلى أن ترى ما حقنته في طلابها من حبٍ لكل ما هو سوسيو ثقافي ساري المفعول و قد تبلور رجالا و نساءً توزع بدورها الأمل في المناطق المنسية من هذا الإقليم و لما لا سائر الوطن .