رشيد حياك، رشيد حياك، رشيد حياك؟ أين سمعت هذا الإسم أول مرة؟ سمعته عن طريق المغنين. سمعته في محطات التسجيل الصغيرة للأشرطة الصوتية. الداودية، الداودي، الشعبي، المغربي، نعيمة سميح، عماد النتيفي، الصنهاجي، الإمارات، القاهرة، تسجيلات القاهرة. أشياء من هذا القبيل. المهم الشاب كان منخرطا بحماس في الدفاع عن مشروع أتى ببعض أمواله من الإمارات العربية المتحدة، وبالبعض الثاني من شغل التسجيل هنا في المغرب، وبدأ السير من أجل الأغنية المغربية. الأغنية المغربية كشعار مسألة طيبة ورائعة وجميلة، سوى أنها "ماكتوكلش طرف دلخبز". أفضل منها أن ينشئ الإنسان إذاعة، خصوصا بعد "البيراتاج" والقرصنة وما إليه مما قتل المشهد الغنائي نهائيا. رشيد سارع وأنشأ إذاعة قال إنها ستدافع عن الأغنية المغربية، بل وستكون إذاعة الأغنية المغربية. في ملف طلب الترخيص الذي تقدم به رشيد حياك ذات زمن للهاكا من أجل قبول طلبه الموضوع واضح، والتيمة ظاهرة: سندافع عن الأغنية المغربية، سننشر الأغنية المغربية، سنكون صوت الأغنية المغربية. الهاكا هي هيئة لا تدقق كثيرا في الأمور. متسامحة جدا قد نقول. لذلك وحين تحولت شدى إف إم القناة الإذاعية التي أنشأها رشيد (رفقة آخرين) إلى إذاعة لكل شيء إلا للأغنية المغربية لم يقل لها أحد شيئا. قالوا لها "توكلي عالله وديري اللي بغيتي". وفعلا "دارت اللي بغات وزيادة". اليوم وصلت إذاعة رشيد حياك إلى مقام لم تصله من قبل. وصلت إلى مقام مايسة الكبير. لست أنا من سعت إلى الإعلام. الإعلام هو الذي سعى لي. مايسة مايسة؟ ستقولون من مايسة؟ سنجيب ونرد مايسة سلامة ناجي. الداعية، الواعظة، الكاتبة التي تقدم نفسها في الفيسبوك باعتبارها مدافعة عن الإسلام (تصوروا أين وصل الإسلام مسكين حتى أصبح الكل يقول إنه يدافع عنه). خاصية هذه الفتاة هي أنها من رافعي لواء "البساليزم" بامتياز في الانترنيت المغربي. البساليزم هو مبدأ البسالة مرفوقة بقلة الحياء: مريدوه وأتباعه أناس لايمتلكون أدنى موهبة سوى موهبة "تخراج العينين في عباد الله". أنصاره عديدون، والجيمات واللايكات هي طقوس صلاتهم اليومية التي يأخذون بها القدرة على المزيد من إخراج البؤبؤ في وجه عباد الله الحائرين. مايسة لا تعرف رمش خجل أو رفة حياء، أو إحناءة طرف للإحراج. لا مايسة تقول مالديها وإن كان مليئا بأكبر قدر ممكن من "التخربيق" وتلقيه على رأس الناس. لا تطلق ماء بعد أن تنتهي، ولا ترش عطرا جيدا. تفعلها وتمضي لذلك صنعت الحدث في الأنترنيت المغربي. طبعا صنعته بالمقلوب، لكنها صنعته. واليوم التقى رشيد بمايسة في لقاء كان هو العادي من البدء: قناة الأغنية المغربية التي تبث أغاني اللبنانيين المقصرين لدينا تستضيف الداعية الأنترنيتية الشهيرة لكي تلقن الصحافيين أصول الصحافة وهي التي لم تمارس المهنة إلا على أجنحة طائرات الله أعلم إن كانت قد اشتغلت فعلا مضيفة بها يوما أم أنها مثل سينا تدعي الضيافة الطائرة، وماخفي كان أعظم والسلام. من جهتي، أنا "معاها"، ومع حقها في أن تتحدث معنا عبر "الراديون". في النهاية من حق أي إنسان أن يفعل أي شيء في هذا البلد السعيد. مايسة، أتحفينا أختاه، أطلقي رصاصة الرحمة على وعي هذا الشعب الجميل، وقولي لنا دررا. سنشكرك أنت ومن أتى بك. سنتأمل كثيرا في الموضوع ككل. سنقول لأنفسنا بأنفسنا "نستاهلوا أكثر من هاد الشي. حنا خايبين ونيتنا مامزياناش". مووواح عليك نتي و على رشيد اللي جابك. نستاهلوا آنستاهلو، ولاد الجودة يستاهلو… زاوية تقترفها : سليمة العلوي