ربما يكون أول ما لفت الأنظار على نطاق واسع في العالم لموهبة بينسيو ديلتورو، دوره كضابط شرطة في فيلم "تهريب المخدرات" (عام 2000 ) "Traffic"، للمخرج الأميركي ستيفن سودربرغ، وهو الدور الذي نال عنه جائزة الأوسكار كأحسن ممثل مساعد. بعد ذلك تألق ديلتورو في فيلم "21 غراما" " في Grams 21" 2003"، أمام شون بين ونعومي واتسن، في الفيلم الذي أخرجه المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، و الذي يخرج أفلاما من الإنتاج الأميركي. كان هذا الفيلم أول أفلامه التي حققت نجاحا كبيرا كفل له فيما بعد إخراج أفلام أخرى بميزانيات كبيرة لحساب هوليوود مثل فيلم "بابل" الشهير. وقد رشّح ديلتورو عن دوره في فيلم "21 غراما" لنيل جائزة الأوسكار. أما الدور الأكثر بروزا وصعوبة في مسيرة ديلتورو فهو دور الزعيم الثائر تشي غيفارا الذي قام به في الفيلم الملحمي الكبير "تشي" "Che" و الذي يروي قصة حياة غيفارا ونضاله، وعاد فيه ديلتورو للتعاون مع المخرج الأميركي ستيفن سودربرغ الذي عمل معه من قبل في الفيلم الذي لفت الأنظار إليه "Traffic". وقد حصل عن دور غيفارا في الفيلم الذي يستغرق زمن عرضه أكثر من أربع ساعات وكان يعرض على جزأين في دور السينما، على جائزة أفضل ممثل من مهرجان كان السينمائي عام 2008، ثم جائزة جويا في مدريد في العام التالي. ولد بنسيو ديلتورو في 19 فبراير 1967 بمدينة سانتورس في بورتو ريكو. توفيت والدته عندما كان في التاسعة من عمره، وبعد أربع سنوات انتقلت أسرته إلى مزرعة في بنسلفانيا بالولايات المتحدة. وبعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بجامعة كاليفورنيا لدراسة القانون، إلا أن ولعه بالتمثيل وتأثير ما تلقاه من دروس في الدراما خلال دراسته الجامعية، دفعه إلى قطع دراسته والانتقال إلى نيويورك حيث التحق بمدرسة لدراسة التمثيل المسرحي الاحترافي، قبل أن يحصل على منحة للدراسة في معهد ستيلا أدلر الشهير. بعد أن ظهر في عدد من المسلسلات التليفزيونية منها "ميامي فايس" "Miami Vice" كضيف شرف في أدوار صغيرة، حصل عام 1988 على أول أدواره في السينما وهو دور مهرج سيرك في فيلم "توب بي وي" "Top Pee- wee" الكوميدي، ثم حصل على دورين صغيرين في فيلم جيمس بوند الشهير "ترخيص بالقتل" (1989) "A Licence to kill" بطولة تيموثي دالتون، وفيلم "العداء الهندي" (1991) "The Indian runner" أول الأفلام التي أخرجها الممثل شون بين. وخلال السنوات القليلة التالية شارك بأدوار بارزة في أفلام "كريستوفر كولومبوس: الاكتشاف" (1992)، "قمر الصين" 1991 "China Moon "بطولة إد هاريس، ثم في فيلم "السباحة مع أسماك القرش" (1994). بنسيو: ذات مرة كنت غيفارا الفيلم الذي أبرز حضوره كممثل، ولفت أنظار النقاد إليه، كان الفيلم الشهير الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا "مشتبهون عاديون" "The Usual Suspects" أمام كيفن كوستنر وكيفن سبايسي وغابرييل بايرن. وقد حصل عن دوره فيه، كأحد أفراد عصابة القتل، على جائزة "الروح المستقلة" "Independent Spirit " وهي جائزة أميركية مميزة. أما أول بطولة سينمائية له فكانت في فيلم "وزن زائد" "Excess Baggage" عام 1997، لكن أداءه فيه لم يفتح أمامه المجال للقيام ببطولة أفلام كبيرة، إلى أن كان دوره في فيلم "تهريب المخدرات" "Traffic" لسودربرغ في أواخر عام 2000. وقد أثنى النقاد على أدائه في هذا الفيلم، ولفتوا الأنظار إلى موهبته الكبيرة خاصة وأنه كان يلعب دور ضابط شرطة مكسيكي وينتقل في الحديث بين اللغتين الإنجليزية والإسبانية، أمام كاترين زيتا جونز ومايكل دوغلاس. وعن هذا الدور حصل على جائزة الكرة الذهبية لأحسن ممثل "غولدن غلوب" ثم أوسكار أحسن ممثل مساعد. وكان دوره هذا من أهم الأدوار التمثيلية في أفلام تلك السنة، حتى أنه تفوق في تصفيات مسابقة جوائز نقابة الممثلين السينمائيين على كل من توم هانكس وراسل كرو وجيوفري راش. أكد ديلتورو موهبته وحضوره السينمائي الكبير بعد ذلك مباشرة في فيلم "خطف" "Snatch" -وهو من نوع الكوميديا البوليسية- الذي قام فيه بدور رجل عصابات أمام النجم الهوليودي براد بيت، ثم لعب دور رجل من السكان الأصليين الأميركيين (الهنود الحمر) يعاني من الاضطراب العقلي بعد اتهامه وحبسه ظلما بتهمة اغتصاب وقتل فتاة في فيلم "العهد" "Pledge" أمام جاك نيكلسون، قبل أن يتفوق كثيرا في أداء دور سجين سابق ينفض غبار ماضيه ويبدأ حياة جديدة في فيلم "21 غراما" (2003)، الذي رشّح عنه لأوسكار أحسن ممثل مساعد. ومضى بعده ليلعب دور الشرطي العنيف في فيلم "مدينة الخطيئة" "Sin City" للمخرج الأميركي روبرتو رودريغيز.