تفاوتت تعاليق الصحف العالمية هذا الأسبوع في تقييمها لعدد من الأحداث التي ميزت الأسبوع المنصرم. ولقد احتلت عدة قضايا حيزا أكبر في هذه التعاليق أبرزها تطورات الوضع في بلاد الرافدين وذباح داعش والاتفاق بين اليونان ودول الاتحاد الأوروبي. هذا بالاضافة إلى مقتل الناشط الروسي والبداية بتعليق لصحيفة EL TIEMPO الكولومبية حول تدمير الآثار في بلاد الرافدين وجاء فيه: "يركز المتطرفين والمتعصبين مثل ارهابيي الموصل على الحاضر والمستقبل، وانهم يسعون إلى بصم بصماتهم الخاصة على الشعوب الواقعة تحت اضطهادهم. غير أن طريقة تصرفهم ضد ثقافة بصمت كل الحضارات اللاحقة، خاصة وأن هذه الثقافة كانت وراء أهم اختراع يتمثل في الكتابة، فإن ذلك يشكل تحديا للبشرية جمعاء. وينبغي أن يكون الأمر واضحا أن الموصل لن يكون آخر الحكاية. إن المنطقة برمتها تمثل إرثا أركيولوجيا لا يقدر بثمن وأنه لا يشكل أية أهمية بالنسبة للأطراف المتناحرة." كما اهتمت تعاليق الصحف العالمية بهوية ما باث يعرف بذباح داعش. وفي هذا الصدد كتبت Der INDEPENDENT البريطانية معلقة: "تظهر المزيد من التفاصيل حول محمد الموازي الحامل لاسم الجهادي جون والذي يعتقد أن يكون ذباح داعش. ويشير هذا على الفور إلى أن الشاب البريطاني تربطه علاقة غير قوية مع بلاده والذي يتعارض مع قيمها بشكل فضيع. غير أننا ينبغي أن نكون حذرين في تعاملنا هذا. نعم ينبغي للمسلمين الاندماج بشكل أفضل في بريطانيا. ولكن حالة محمد الموازي ليست مجالا للمقارنة بين المسلمين وغير المسلمين إنها نقطة الفصل بين الانسانية والسلوك الوحشي." أما بخصوص الاتفاق التاريخي الذي جرى بين اليونان ومنطقة اليورو فاختلفت حوله العديد من التعاليق بين مؤيد ومعارض، ونستقي منها تعليق لصحيفة DÜNYA التركية والذي جاء فيه: "وبخصوص الموقف القاتم في النزاع بين الدول الدائنة واليونان، فإن موقف هذه الدول دائما هو الأقوى. فقط لأنها دول غنية وقادرة على استدانة الدول الأخرى. وإذا لم تكن هذه الدول متأكدة من أنها ستسترجع ديونها في يوم من الأيام فإنها لن تمنح أية ديون". وبخصوص منح الاتحاد الأوروبي فرنسا، الفرصة إلى 2017 لتصحيح العجز في ميزانيتها لما دون 3% ليتلاءم مع المعايير الأوروبية، بما يجنب ثاني اقتصاد أوروبي دفع غرامة محرجة في الوقت الحالي، علقت صحيفة LIDOVE NOVINY التشيكية كاتبة : "الكل في الاتحاد على قدم المساواة، ولكن بعض الدول أكثر مساواة. ففرنسا لن يكون بمقدورها تلبية واحدة من القواعد الأساسية للاتحاد الأوروبي بشأن ضبط الموازنة بحلول عام 2017. قد يكون التبرير أن فرنسا سبق لها أن عرفت هذه الوضعية، غير أنه لا ينبغي التساهل كي تتكرر هذه العملية. إن قرار دول الاتحاد يظهر أن منطقة اليورو تنسى بسرعة الدروس المستخلصة من أزمة الديون. علاوة على أن هذا القرار هو إشارة سيئة للدول الصغيرة داخل الاتحاد الأوروبي." اعتيال المعارض الروسي و نائب رئيس الوزراء السابق بوريس نيمتسوف وسط العاصمة الروسية موسكو، استحوذ على تعاليق الصحف في كبريات الصحف العالمية. وفي هذا الصدد علقت صحيفة RZECZPOSPOLITA البولندية "ليس غريبا أن تذهب تحقيقات شرطة موسكو في اتجاه أن وفاة نيمتسوف جاءت نتيجة خصام مع أحد الدائنين على سبيل المثال أو نتيجة محاولة سرقة أو نتيجة علاقة غير شرعية مع سيدة" ونختتم هذه الجولة من تعاليق الصحف العالمية بتعليق لصحيفة DER STANDARD حول مصادقى البرلمان النمساوي على قانون جديد حول الاسلام جاء فيه: "تسعى الحكومة النمساوية إنشاء إسلام خاص بها، فهل سينجح القانون الجديد في بلورة هذا الاسلام؟ بعض الفقرات من القانون تعطي الانطباع أن الأمر تحركه دوافع أمنية أكثر منه قانون ديني. هذا القانون يضع المسلمين تحت الشبهة، ولقد أخفقت الحكومة في الوصول إلى مربط الفرس. غير أن هناك الكثير من النقاط المهمة في هذا القانون من بينها منع النفوذ الأجنبي عن طريق حظر التمويل الأجنبي عن الجمعيات الدينية. كما أن احتجاج تركيا الآن وبقوة على هذا القانون يعطي الانطباع أن القانون صائب وأن هذا الاحتجاج غير مشروع."