قدمت الفنانة التشكيلية فدوى برادة، مساء الثلاثاء بالدارالبيضاء، أكبر لوحة تشكيلية في تاريخ المغرب، أرادتها أن تكون احتفالية كبرى بالشباب المغربي، وقدرته على تحقيق النجاح. وراهنت الفنانة من خلال هذه اللوحة، التي يصل طولها إلى 50 مترا وبارتفاع مترين، والتي أزاحت الستار عنها أمس بكورنيش الدارالبيضاء بحضور والي جهة الدارالبيضاء الكبرى، خالد سفير، وعامل عمالة مقاطعات الدارالبيضاء -انفا، قصي لحلو، وشخصيات ثقافية وسياسية وفنية وإعلامية، على توجيه رسالة قوية للشباب المغربي لكي يثق في مؤهلاته وقدراته، ويعتز بمواهبه وطاقاته التي تكفل له كسب كل الرهانات والتحديات. وفي هذا الصدد، أبرزت السيدة برادة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أنها في هذا التحدي، الذي تحتفل فيه بطريقتها الخاصة بذكرى عيد الشباب الذي يصادف يوم 21 غشت المقبل، حاولت أن تبرهن للجميع أن العزيمة والإصرار والقدرة على تحمل الصعاب عوامل أساسية في الوصول إلى قمة النجاح، مؤكدة قناعتها بأن الشباب المغربي يمتلك كل المقومات التي تضمن له تحقيق إنجازات ضخمة، والمساهمة في بناء وطن قوي بأبنائه. وأضافت أن اللوحة، التي استغرقت منها حوالي شهر من الاشتغال المتواصل، هي نص مفتوح يحكي قصة كفاح الشباب المغربي من خلال ثنائية اللون والشكل. وفي هذا الصدد، أوضحت أن اللوحة تبدأ بأشكال ذات أحجام صغيرة ومكونة من مربعات بألوان محدودة، في إشارة إلى بداية مشوار الشاب المغربي على طريق النجاح، وحاجته إلى المرافقة والمواكبة ليكمل مسيرته بثقة وأمن، قبل أن تختفي هذه الألوان وسط اللوحة ويهيمن عليها اللون الأسود بما يكاد يخفي المربعات الصغيرة، دلالة على المعيقات والصعوبات التي تعترض الشباب المغربي وتسهم في الحد من طموحاته وتطلعاته للمستقبل، مشددة على أنه بفضل الإصرار على المقاومة، والتشبث بالأمل، تزدهر اللوحة من جديد، وتصبح القامات أكثر تجليا، في احتفالية تشكيلية بنجاح الشباب في الانعتاق من الفشل والاندماج في مسار التنمية، والمساهمة في تحقيق النجاح الجماعي. فاللوحة، بالنسبة إليها، مبادرة شخصية لتحفيز الشباب على استثمار الطاقات الإيجابية التي يمتلكونها أيا كان مجال إبداعهم، معتبرة أن اختيارها لخوض هذا التحدي يعكس جزءا من شخصيتها التواقة إلى المغامرة وإبداع أعمال غير مسبوقة. وتجدر الإشارة إلى أن الفنانة التشكيلية فدوى برادة، أستاذة جامعية ومسيرة مقاولة خاصة للتصميم. وكانت أول امرأة مغربية تقوم بجولة عبر العالم، زارت خلالها أكثر من 40 بلدا لمدة أربعة أشهر خلال العام الماضي.