«عربي يغتصب إيطالية ثم يجهز عليها بآلة حادة»، «حرق مسيحي وهو حي من طرف مهاجر مسلم بجزيرة صقلية»، «نيجيري يغتصب أم وابنتها ثم يجهز عليهما». كانت هذه عناوين لمواد إخبارية، تتحدث عن جرائم المهاجرين بإيطاليا، لا أساس لها من الصحة. فقد أقدمت مصالح الشرطة الالكترونية الإيطالية على حجب مواقع إخبارية، تفبرك أخبار زائفة قصد تحريض الإيطاليين على كره الأجانب وعدم التعاطف معهم. ووجهت النيابة العامة بروما تهمة التحريض على العنصرية لطالب إيطالي في العشرينات من عمره، كان ينشر تدوينات تتهم المهاجرين بارتكاب أفعال إجرامية في البلاد، حيث استغل تفاقم أزمة اللاجئين السوريين والمهاجرين السريين في أوروبا، مؤخرا، حسب ما أفادت المصالح الأمنية، وذلك من أجل توجيه الرأي العام الإيطالي إلى عدم قبول حصص المهاجرين المتدفقين على السواحل الجنوبية الإيطالية. وقال مارتشيلو لابيلا، المدير العام لجهاز الشرطة الالكترونية، في تصريح صحفي لشرح أسباب الحجب، التي تناقلتها وسائل الإعلام الإيطالية، إن «العديد من الجرائد الإلكترونية المحلية والمدونات غير المسؤولة تعمد على إثارة البلبلة والتحريض على العنصرية تجاه المهاجرين» مضيفا أن «المحققين اكتشفوا أن هناك كم هائل من الأخبار المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي مصدرها المواقع المحجوبة». وتنهج إيطاليا سياسة متشددة اتجاه ما ينشر على الشبكة العنكبوتية من تحريض على الكراهية والعنف والعنصرية، حيث اعتقلت في الفترة الأخيرة العديد من المتشددين المسلمين، بسبب تدويناتهم التي تحمل الفكر المتطرف، وقامت بإغلاق العديد من المدونات والصفحات على موقع التواصل «فايسبوك» و«تويتر»، التي تروج للفكر الظلامي.