بعد يوم أول خصص لمنتدى فعاليات المجتمع المدني بدول مجوعة غرب المتوسط، انطلقت أمس الأربعاء في طنجة فعاليات الاجتماع الثاني عشر لدول حوار "خمسة زائد خمسة" بكلمة افتتاحية لصلاح الدين مزوار وزير الخارجية وبحضور كل من روي ماشيتي وزير الخارجية البرتغالي، الدولة التي تترأس المجموعة بشراكة مع المغرب، واغناسيو ايبانيز روبيو كاتب الدولة الاسباني في الشؤون الخارجية ولوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي وباولو جنتليوني وزير الخارجية الايطالي وكريستوفر اجيوس الوزير المالطي المنتدب لدي وزير التعليم كممثلين لدول شمال المجموعة، فيما مثل الجزائر الكاتب العام لوزارة الخارجية عبد الحميد سنوسي بركسي وتونس الطيب بكوش وزير الخارجية وخديجتو مبارك فال الوزيرة المنتدبة لدي وزير الخارجية الموريتاني وحسن الصغير وزير الخارجية الليبي. فيما مثل فتح الله السجلماسي الاتحاد من أجل المتوسط والطيب بن يحيى اتحاد المغرب العربي وروبيرت جوي الاتحاد الاوروبي، كمراقبين لعمل الاجتماع. وفي كلمته الافتتاحية الملقاة بالمناسبة ركز صلاح الدين مزوار على ثلاثة محاور، اعتبرها قاعدة اشتغال في هذا الاجتماع، بدءا بالشباب ودور الجتمع المدني. وزير الخارجية المغربي ذكر بلقائه أول أمس بالفعاليات المدنية لدول المنطقة مشددا على دورها المهم والحيوي الآن في المنطقة، أولا لرد الاعتبار لهذه الفئة من شعوب المنطقة وتزيدها بشحنات الأمل الكافية لتفادي الانزلاقات، ولحيويتها ثانيا وقدرتها على الإتيان بالحلول لمشاكل المنطقة عبر أفكارها و أحلامها ومشاريعها، قائلا " يمكنني أن أتحدث باسمكم هنا. لقد رأيت فيهم مستقبل المنطقة " . ثاني محاور كلمة صلاح الدين مزراو انكبت على الأزمة الإنسانية المتمثلة في الهجرة الجماعية لآلاف الأشخاص الهاربين من جحيم التشرد والدمار بحثا عن آق عيش كريم في بلدان أخرى. وتسائل مزوار عن طبيعة الإجابات التي يمكن أن تحملها ردود المسؤولين في المنطقة وعن وقعها في نفوس من يشاهدون صور المعاناة المرتسمة في عيون نساء وأطفال يخاطرون بحياتهم للهروب من واقعهم الصعب، مشددا على أن الأجوبة المقنعة توجد فقط في العمل، المنتظر أن يشكل هذا الاجتماع منطلقا له. في نفس السياق دعا صلاح الدين مزوار المشاركين إلى اعتماد تصورات للعمل تأخذ نماذجها من الاتحاد والأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط، كمنظومتين تمثلان فعالية العمل الجهوي المندمج وتقدما مهما في مفاهيم سياسة الجوار . ثالث محاور خطاب وزير الخارجية المغربي تعلق بالإشكالية المناخية التي صارت تهدد العالم كله وليس مناطق كعينة فقط، مذكرا باحتضان فرنسا الوشيك لاجتماع " كوب 21″ فيما سيحتضن المغرب الدورة الموالية السنة المقبلة. الوزير ذكر أيضا بالدعوة التي أطلقها الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الشهر الماضي في طنجة، لتظافر جهود كل العالم للحد من خطر التغيرات المناخية، التي من المرتقب، إن استمرت على وتيرتها الحالية أن تحلق مشاكل أخرى متعلقة بالهجرة في المناطق الأكثر تضررا. وعلى مدار يوم كامل ناقش وزراء خارجية المجموعة المحاور الثلاثة المخصصة لهذا الاجتماع الوزاري وهي الشباب والاقتصاد والأمن، وهي الأبعاد الاجتماعية والسياسية المرتبطة والمتداخلة .