كانت الندوة الصحفية التي عقدتها اللجنة المنظمة لمهرجان الداخلة السينمائي على شرف المحتفى بهما في الدورة الحالية، الفنانة المغربية الشعبية العذراوي والفنان السوري جمال سليمان، مناسبة كشفت فيها الأخيرة عن المعاناة التي عاشتها الفنانات من جيلها والمتمثلة في ممارستهن للتمثيل بشكل سري دون علم أفراد الأسرة، مكتفيات بدافع الحب لهاته المهنية دون أية انتظارات.. كما وقفت الشعبية العذراوي ضمن ذات الندوة التي عقدت يوم السبت الماضي بقصر المؤتمرات بمدينة الداخلة، على عدد من محطات حياتها الفنية الزاخرة والتي التحقت فيها في مرحلة من المراحل بفرقة البدوي قبل الانسحاب منها واجتياز مباراة للالتحاق بالمركز المغربي للأبحاث المسرحية.. وهو الامتحان الذي اجتازته بنجاح، لتكون الشابة الأولى التي تلتحق بهذا المركز في مرحلة لاحقة، ومنه تنطلق في تجربتها الفنية الاحترافية.. مشيرة في هذا الإطار إلى أن الممثلات حينها اكتفين بتنفيذ ما خطط له الفنانون الرجال، وأنهن لم تتحملن أية مسؤوليات في فترة البدايات. وضمن الندوة ذاتها، عاتبت الشعبية العذراوي بعض المخرجين المغاربة حاليا والذين يعتمدون على وجوه شابة لتشخيص أدوار شخصيات مسنة ضمن أعمالهم الفنية. قائلة في هذا الباب "إنه كان حريا بهؤلاء الاعتماد على ممثلي وممثلات الرعيل الأول المغاربة، لمنح مصداقية أكبر لهاته الأدوار ولخلق التواصل والاستمرارية على مستوى الأجيال". وهنا وجهت الشعبية العذراوي أصابع الاتهام إلى الجيل الحالي من الفنانين، قائلة "تعلموا أن تحبوننا لأنكم لا تفعلون ذلك"، وهو ما أثار حفيظة الفنانة لطيفة رأفت التي عقبت على الفنانة القديرة موضحة أنه لا يمكن تعميم المسألة لأنها تظل نسبية على مستوى الفنانين الشباب. من جهة أخرى، أكد الفنان السوري جمال سليمان أنه يتوجب العناية بجيل الرواد من الفنانين على غرار ما تفعله السينما الأمريكية، وأنه ينبغي تجاوز المرحلة التي يصبح فيها الفنان العربي مركونا على الرف من خلال إعادة السينما لهؤلاء الوجوه في عمر آخر وأدوار أخرى، على اعتبار أن الأمر يدخل ضمن الصناعة الفنية والاستثمار الفني.. وهذا ما قاد جمال سليمان إلى القول "نشعر نحن الفنانين أننا أشجار برية، تتساقط أوراقنا إن لم تهطل الأمطار"… وفي سياق حديثه عن علاقته بالمغرب وبالفنانين المغاربة من خلال تصويره لعدد من الإنتاجات السورية على أرض المغرب، أوضح جمال سليمان أنه لم يكن على معرفة دقيقة بالفنانين المغاربة وأنه اكتشفهم كما اكتشف قدراتهم الفنية الجيدة خلال الاشتغال معهم، لذا فهو معجب بهم ويقدرهم ويحترمهم .. كما فتح جمال سليمان قوس ضمن مداخلته عن وضعية الفنان العربي من الواقع السياسي الذي يشهده بلده، موضحا في هذا الباب "أنه حاول أن يظل حكيما وبعيدا عن الإعلان عن مواقفه السياسية ونظرته لواقع حال بلده سوريا، لكنه لم يتمكن من ذلك.. معتبرا أنه في العالم العربي يفضل أن يظل الفنان بعيدا عن كل هاته المشاكل في يتوجب عليه القيام بدور كبير يوجبه قول الحقيقة ، معتبرا أننا اليوم أمام خصمين: النظام الاستبدادي القمعي والتنظيمات الإسلامية المتطرفة وقائلا "أنا مع مقولة الدين لله والوطن للجميع".. إكرام زايد