في قلب تونس الجريحة، غير بعيد عن مكان التفجير الإرهابي الجبان إلا بحوالي المائتي متر كان الإعلامي والناقد السينمائي بلال مرميد بعد زوال الثلاثاء 24 نونبر يعتقد أن الرحلة إلى الخضراء ستكون عادية وستحمل مشاهدات سينمائية يضمنها ضمن ركنه الأشهر إعلاميا في المغرب والذي يحمل العنوان المميز "سينما بلال مرميد". السيناريو الذي كتبه ظلامي لتونس الخضراء لم يتوقعه بلال رغم استشرافه للأفلام التي كان ينوي مشاهدتها في أيام قرطاج السينمائية. سيناريو رديء، سمج، ثقيل على القلب والروح وبقية الأعضاء، مكتوب من محبرة مليئة برعب ودم وتفجير وصوت اهتزاز لا تخطئه الأذن وكل الحواس وبقية هلع يرويه مرميد لأحداث.أنفو من قلب العاصمة التونسية تونس وهو يقول "كنت في الطريق الى فندق افريكا رفقة الإعلامي الجزائري حمزة بوحارة، و فجأة دوي انفجار غير بعيد و رجال أمن يركضون في كل الاتجاهات و اناس يسألون عن ما وقع.الكل كان يعلم في قرارة نفسه بان الامر يتعلق باعتداء ارهابي.حالة الفرح و الاحتفال بالسينما،تحولت الى حزن مخيم و رعب تسرب للنفوس.في مثل هاته الحالات تطرح سؤالا وحيدا:هل اهرب،ام اترك الناس لوحدهم يركضون ام أسأل،و من سأسأل؟ مشهد شرطية تجري بكل قواها،لازال راسخا في ذهني.ثم تاتي اللحظة التي تسمع فيها ارقام الضحايا،و هي لحظة غريبة لا توصف." في صوت بلال، في نبرة حديثه، في كل مسام تنفسه غضب يشبه غضب بقية المغاربة لما مس الخضراء تونس. يقول في تصريحه لأحداث.أنفو: "تونس تستحق الافضل،و من قاموا بالفعلة يريدون ان لا يعود الهدوء لبلد يستحق الهدوء.في القاعات السينمائية،لم يهرب الناس رغم خطورة ما حدث في بادرة تستحق التنويه.كلهم يريدون ان يواصل المهرجان،و ان لا يتوقف.الوحش الذي اعتدى على تونس،و قبلها باريس و بيروت و باماكو اختار العودة لإيذاء الأبرياء.هذا كل ما في الامر."