لليلة الخامسة على التوالي، عاش جمهور منصة السويسي سهرة صاخبة بكل المقاييس. المغني الفرنسي الشاب، كيندجي، جلب جمهوره المحب بسهولة، وألهب الأجواء، متغلبا في ذلك على طراوة الجو الطبيعي. سهرة عائلية، بامتياز، كان حفل الغجري الشاب كيندجي، الذي انتبه للأمر، ولم يغفل الإشارة إليه، وهو يشكر عند ختام حفله الآباء، وخاصة الأمهات، على خلق الاستثناء لأجل حفله والسماح لفلذات الأكباد السهر إلى ما بعد الحادية عشرة من الليل.
لكن، وقبل التوديع، وقبل الشكر، منح كيندجي، الفائز بالنسخة الثالثة لبرنامج "ذو فويس" بفرنسا سنة 2014، أجمل سهرة لجمهوره، ستظل بكل تأكيد محفورة بالذاكرة سيما ذاكرة الصغار.
من عمر السادسة إلى الخمسين فما فوق.. إنها الفئات العمرية، التي تفاعلت مع ريبرتوار المغني المبتدئ، الذي بالكاد لم يتعد ال3 سنوات في مجال الغناء، لكنه، مع ذلك الناجح جماهيريا بشكل مُبهر هو الذي حقق أرقام مبيعات هائلة تفوق المليون لألبوميه معا : الأول، "كيندجي" (2014)، والثاني "معا"(2015). علما أنه اشتهر سنة 2013 بأدائه لأغنية "بيللا" لميتر غميس بأسلوب جيبسي، وهي الأغنية، التي حظيت ب5 ملايين مشاهدة عبر اليوتيوب في ذات السنة مما مكنه من دخول غمار منافسة برنامج "ذو فويس". "كلورخيتانو"، "كون ميغو"، "أندلوز"، "كول"، "عيون لاماما"، "تي يويو"، "إيل ما كيتي"، "نو مي ميريس ماس"… وغيرها من باقي أغانيه المعروفة عند الجمهور، كانت الباقة، التي قدمها كيندجي لحضور متيقظ وحيوي يتفاعل معه بتلقائية ودون حاجة إلى التوجيه. صدى الأغاني يُطبق الفضاء. كيندجي الغجري لم يكن وحده النجم، الجمهور يُشاطره النجومية وهو يردد وراءه ويرقص ويصفق باليدين مقلدا معشوقه الشاب، الذي انبهر بحماسة الجمهور بل وبمعرفته التامة بكل أغانية. و على مدى ما يزيد الساعة ونصف الساعة، مدة الحفل، ظلت الأجواء حماسية. وحتى لما اختار كيندجي الجلوس على كرسيه ليعزف على قيثارته الغجرية ألحانا شجية من الفلامينغو، ويقدم أغاني أقل "حركية"، فإن الحماسة ظلت هي نفسها عند الجمهور، الذي استمتع الاستمتاع الكبير بهذه الأجواء ذات النفحات الأندلسية. ومن الإيقاعات الغجرية، وتلك اللاتينية، وموسيقى الإلكترو بوب والفانك والراب.. حصل الجمهور على طبق متناغم وممتع من الموسيقى الحيوية والمسافرة إلى أبعد الحدود لكن المرتبطة وثيق الارتباط بالأصول الإنسانية والكونية. صور العدلاني