لم تستوعب بعد ما حصل، لم تفهم ما الذي حدث ولماذا؟ فقط سارعت في عز الموت والحزن والأسى، لتفتح صفحتها على الفايسبوك بعدما تعذر عليها ان تهاتف أسرتها لتكتب جملة مفرحة وهي بين وديان من الدماء "الحمد لله نجوت ولازلت حية". الأمر يتعلق بندى بن ادريس الشابة التطوانية ذات 16 ربيعا، التي نجت بأعجوبة من مجزرة نيس ليلة 14 من يوليوز، رجلاها وخفة حركتها كانت سببا في انقاذها من موت محقق. إذ تمكنت من الفرار وسط سيل الصراخ والموت والمأساة.
ندى إبنة الفاعل الجمعوي والمدير الحالي لمهرجان تطوان السينمائي نور الدين بندريس، التي كانت بعاصمة الفن والسياحة تحضر احتفالات العيد الوطني الفرنسي، عاشت لجانب الآلاف من الاشخاص من ديانات مختلفة واعراق مختلفة ليلة دامية لن تنسى من العمر. الشابة التطوانية المغربية، التي عاشت لحظات عصيبة وهي تطلق قدميها للريح علها تنجيها من قتل محقق، لن تنسى تلك الليلة ولا ما سيتلوها من ليالي، تمكنت في عز ذلك ان تطمئن والديها وأسرتها لحظات قليلة بعد المجزرة بكتابتها لجملة "لازلت حية" على حائطها بالفايسبوك. فرح ممزوج بالحزن والأسى، ذلك الذي عبر فيه الكثيون عن سعادتهم لنجاة ندى، لكن دون أن ينسوا عشرات الضحايا من جنسيات وديانات مختلفة.