قال المؤرخ والأديب المغربي حسن أوريد في لقاء مفتوح معه صباح يوم الأحد بدار الثقافة بمدينة شفشاون، بأنه سبق له قبل أسابيع قليلة أن صرح ضمن حوار أجرته معه قناة "سي إن إن" بأن النموذجين الأقرب اللذين يمكن أن يحتذي بهما المغرب لتحقيق طموحاته في التنمية وفرض الذات في الساحة الدولية، هما تركيا وإسبانيا. لكنه اليوم يرى بأن الجارة الإسبانية هي الوحيدة الأقرب إلى المغرب، وأن الحل من أجل تحقيق النهضة المنشودة هو المزاوجة بين تقوية الاقتصاد و بناء الإنسان والانفتاح على تعلم اللغات. وأشار حسن أوريد في هذا اللقاء، الذي يندرج ضمن مكونات برنامج الدورة الثامنة للملتقى الوطني لفن الكاريكاتور والإعلام، الذي تنظمه جمعية فضاءات تشكيلية، بأن مفهوم المثقف العضوي وفق اصطلاح أنطونيو غرامشي لم يعد نموذجا اليوم، لأنه كان قد جاء في سياق تاريخي مختلف عن السياقات التي تتبلور ضمنها الأفكار وتتفاعل في إطارها الرؤى اليوم، وأكد أن المثقف في الوقت الراهن لابد له من امتلاك حس نقدي حتى تكون له القدرة على تفكيك البنيات من خلال طرح الأسئلة، وينبغي أن يتوفر على حس بيداغوجي لطرح أفكاره وتصوراته بالشكل الذي يمكن أن يفهمها الجميع، بما في ذلك الفئة التي تعاني من الأمية، وعليه أن يحاول النزول من برجه العاجي وأن يقترب من الناس، كما يجب عليه أن يشيع الأمل داخل المجتمع وأن يتجنب إشاعة ثقافة اليأس والإحباط.. وعلق حسن أوريد في هذا اللقاء الذي ينظم هذه السنة تحت شعار "بالريشة نواجه الكراهية"، والذي يحمل اسم رسام الكاريكاتور الراحل سعيد أمين ابن مدينة شفشاون، بأن اطلاعه على كتابات وأفكار الطبقة السياسية المغربية قبل وبعد الاستقلال أظهرت له أن المستوى الفكري لزعماء الأحزاب السياسية المغاربة اليوم تقهقر، وأنه أقل بكثير مما كان عليه الحال في الماضي. وقد تم تخصيص جزء من هذا اللقاء المفتوح، الذي أداره الإعلامي محمد أحمد عدة مدير الملتقى، لتقديم رواية "سينترا" لحسن أوريد، التي قدم الناقد المغربي محمد الأزرق قراءة فيها في بداية اللقاء، وهي صادرة عن منشورات مؤسسة توسنا بالرباط، سنة 2015. وقد قال حسن أوريد، في إطار جوابه عن سؤال من الحضور حول الهدف من توظيفه التاريخ في العمل الروائي، بأن الهدف من الكتابة التاريخية بالنسبة إليه هو دمقرطة التاريخ واستفزاز القارئ من خلال طرح الأسئلة. وقد أهدى حسن أوريد في ختام اللقاء للجمعية المنظمة كتابه الجديد "الإسلام السياسي في الميزان، حالة المغرب"، الذي صدر حديثا عن نفس مؤسسة النشر توسنا، قبل أن ينتهي اللقاء بتسليم حسن أوريد درع دورة ملتقى هذه السنة لعائلة رسام الكاريكاتور الراحل سعيد أمين