يخطط، يضع استراتيجيات،يركب الصعاب،،لايكد ولايمل،ينط الجدران من أجلها،لايحب تغاريدها.بل إن نبرات أصواتها تشكل خطرا بالنسبة له.يفضل مداعبتها وهي سجينة.يستهويه سكونها وسكوتها. إنه سعد ذو الثامنة عشر سنة وخمسة عشر يوما بالتمام والكمال،وجد نفسه في موقف حرج و في مأزق لايحسد عليه،بعدما تمت محاصرته وتطويقه من طرف ساكنة حي الفرح وهو في حالة تلبس،وفي يده مجموعة من الأقفاص وبداخلها عصافير جميلة،زاهية الألوان،من النوع الرفيع، باهظة الثمن،قبل إخبار رجال الأمن، الذين أحالوه على الدائرة الأمنية الرابعة،ووضعوه تحت تدابير الحراسة النظرية للإستماع إليه، ثم رهن إشارة عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن سطات، حيث وجهت إليه تهمة السرقة الموصوفة. المسروق الذي وجد عند سعد ليس كباقي المسروقات التي اعتاد رجال الأمن احتجازها. هذه المرة يتعلق الأمر بأقفاص بها عصافير من النوع الرفيع. عصافير وبلابل باهظة الثمن، اشتراها أصحابها من أجل الإستمتاع بأصواتها العذبة. كان سعد ابن حي ميمونة يتربص بالفيلات الموجودة بحي الفرح،يغتنم الفرصة للنط داخل حديقاتها،وفي غفلة من أصحابها، يقوم بسرقة الأقفاص الهدف الذي خطط من أجله مسبقا. هذه المرة،بعدما قام سعد بتنفيذ خطته القاضية بسرقة أحد الأقفاص،قاده طمعه إلى محاولة وضع يده على أقفاص أخرى توجد بفيلات مجاورة.وهو الأمر الذي انتبه إليه الجيران، فقاموا بمحاصرته، بمساعدة شباب الحي الذين تم الإستنجاد بهم، والذين تمكنوا من إلقاء القبض عليه، وتطويقه وهو متلبس، قبل إشعار عناصر الأمن التابعة للدائرة الرابعة، الذين حضروا إلى عين المكان. وبعد المعاينة الأولية و استنادا إلى تصريحات بعض الشهود، قاموا بإحالة المعني بالأمر رفقة الأقفاص، التي مازالت بحوزته وبها العصافير المسروقة على الدائرة الأمنية الرابعة. بعد وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، تم الإستماع إليه في محضر رسمي، بأمر من النيابة العامة، وتسليمه لعناصر الشرطة القضائية بولاية أمن سطات. تصريحات سعد أكد فيها للمحققين أنه دأب على سرقة العصافير وهي داخل أقفاصها من الفيلات الموجود بحي الفرح، وبيعها بمدينة برشيد، نظرا لقيمتها المالية المهمة. يقول عبيدة أحد ضحايا سعد "أنا جد مغرم بتربية العصافير المغردة، أحبها كثيرا، وأستمتع بأصواتها. اشتريت زوجين بمبلغ 4000 درهما. لكن خلال أحد الأيام، وبينما كنت أود تنظيف القفص، فوجئت بعدم وجوده في المكان المخصص له". حالة عبيدة تشبه حالات العديد من المواطنين الذي كانوا ضحايا سعد.