كما كان الشان بالنسبة للأستحقاقات الإنتخابية السابقة ، ومنذ أن تولى الأمانة العامة لحزب الإستقلال ، أعطى حميد شباط انطلاقة الحملة الإنتخابية لحزب الإستقلال من العاصمة العلمية للمملكة يوم السبت 23 شتنبر ابتدءا من الساعة الرابعة بعد الزوال بساحة فلورانس وسط المدينةالجديدة ، حيث بدأ كلمته بتقديم وكلاء لوائح حزب الميزان بجهة فاسمكناس إضافة إلى وكيلة اللائحة النسائية. وبينما كان حميد شباط يتلو أسماء وكلاء اللوائح في الدوائر الإنتخابية كانت الأنظار متجهة بشكل ملفت إلى محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف إعلاميا بأبي حفص أحد شيوخ "السلفية الوطنية"، ورغم كونه وصيف لائحة فاس الشمالية بعد حميد شباط فانه سرق الأضواء من خلال تعالي الزغاريد والتصفيقات التي تعالت من أنصار حزب الإستقلال ، كما بدا من خلال إحاطته باهتمام كبير من طرف الحاضرين ، والسعي إلى تحيته من طرف "الأنصار"، فيما خصه المنظمون لهذا المهرجان الخطابي بعناية خاصة في ظل تسابق العديد من أنصاره على تحيته. وبدا حميد شباط واثقا في تصريحاته لوسائل الإعلام التي حضرت لتغطية انطلاقة الحملة وهو يؤكد على أن حزب الإستقلال سيفوز بالمرتبة الأولى خلال انتخابات 7 من شهر أكتوبر ، حيث أكد بالقول "إنشاء الله سنتصدر نتائج الإنتخابات التشريعية" ، وهو ما جعله، خلال كلمته في هذا المهرجان، يوجه "عتابا" لوسائل الإعلام التي اعتبرها تركز على حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، قائلا: "نحن البديل الحقيقي، إن شاء الله. ولا يمكن أن تتحدث وسائل الإعلام عن قطبين اثنين فقط؛ فهناك أحزاب أخرى تنافس على المرتبة الأولى لإنقاذ الأوضاع الفاسدة"، مؤكدا مرة أخرى على القول "سنربح المعركة لإنقاذ الأوضاع". ودعا قائد الإستقلاليين مرشحي الحزب إلى الإلتزام بحملة نظيفة حيث قال بأن حزب الإستقلال قرر والتزم بأن "تكون الحملة الانتخابية التي سنخوضها نظيفة ونقية، تبدأ بالمناضلة والمناضل وتنتهي بهما، من أجل التعاقد والكرامة"، معتبرا البرنامج الإنتخابي لحزب الإستقلال طموح وواقعي وقابل للتطبيق واصفا إياه ب "ورش كبير يجيب عن كل الأسئلة المطروحة الآن".
ووجه زعيم الإستقلاليين انتقادات لاذعة إلى حكومة عبد الإله بنكيران والإجراءت التي اتخذتها في حق الموظفين والعاملين ، ليؤكد في هذا السياق التزام حزب الإستقلال بإعادة النظر ومراجعة القوانين التي سنتها الحكومة الحالية في حق الموظفين وعموم الطبقة العاملة المغربية التي "تأثرت جدا في الخمس سنوات الأخيرة" ووعد بمراجعة بعضها، خاصة قانون إصلاح صندوق التقاعد الخاص بموظفي القطاع العام. وفي هذا السياق، قال: "الموظف أصابته نكسة بسبب هذا الإصلاح؛ لأن الإصلاح الحقيقي يجب أن يكون في صالح الموظفين والشعب، وليس في صالح اللوبيات"، كما وعد بمراجعة إصلاح نظام المقاصة". ولم يفوت الفرصة لتذكير عموم الموظفين والموظفات والطبقة العاملة عموما بالإنجازات التي قام بها حزب الإستقلال لصالح هؤلاء قائلا "حين كان حزبنا في الحكومة قمنا بإضافة زيادة خمسة وعشرين في المائة من الأجور، ودعمنا المؤسسات للحفاظ على مناصب الشغل وحققنا منجزات أخرى كثيرة"، بينما هذه الفئات "تأثرت جدا في الخمس سنوات الأخيرة؛ لأنّ الحوار الاجتماعي لم يكن ممأسسا، ووقعت صراعات بين الحكومة والنقابات". وبعد إشارته إلى الإهتمام الخاص الذي يحظى به الشباب في البرنامج الإنتخابي لحزب الإستقلال من خلال منح "الفرصة للشباب، نستطيع أن نحقق الشيء الكثير، ونحن نريد بعد سابع أكتوبر أن يأخذ الشباب المغربي حظه في التعليم والتشغيل، وبرنامجنا ركز على الشباب والتشغيل والتمدرس وكل ما يهم الشباب المغربي" ، أضاف أن هذا البرنامج يعتبر " أملا لكل المغاربة" وأن "حزب الاستقلال هو ضمير الأمة، وهو البديل الحقيقي للإنقاذ من الاحتقان الاجتماعي والأزمة الخطيرة التي تتخبط فيها البلاد". واعتبر شباط خلال نفس المناسبة "الكرامة هي المواطنة الحقيقية" وبالتالي "لا كرامة مع وجود البطالة في المجتمع، ولا كرامة مع وجود مرضى لا يجدون مستشفيات ليتعالجوا، وإدارة لا تستجيب لتطلعات المواطنات والمواطنين، ولمواصفات الإدارة الحديثة". وانطلق مهرجان الحملة الإنتخابية لحزب الاستقلال على وقع شعارات عبارة عن انتقادات حادة لحصيلة الحكومة الحالية رددها أنصار حزب الإستقلال في الساحة التي احتضنت المهرجان الخطابي، وهي شعارات تلخص ما وصفوه بفشل الحكومة في تحقيق عدد من مطالب الشعب، سواء في قطاع التشغيل أو الصحة أو التعليم، فيما أكد شباط على ان حزبه هو "البديل الحقيقي لتحقيق ما عجزت الحكومة الحالية عن تحقيقه".