"التحكم" الذي استعمل حديثا يعبر عن حالةِ شخصنةٍ لصراعٍ حزبي يشن من أجل اختراق الديوان الملكي والالتفاف على مركز القرار والتحكم فيه، بإبعاد المستشار الحالي "فؤاد عالي الهمة"، كأول خطوة عملية للإطاحة بالملكية حسب برنامج خارجي خططت له دول أجنبية معروفة منذ مدة. هذا الكلام ليس خطيرا فقط، هذا الكلام هو الخطر بعينه، وتزداد خطورته عندما نتعرف على إسم قائله ويتعلق الأمر بالشيخ عبد الكريم مطيع أستاذ عبد الإله ابن كيران في الشبيبة الإسلامية وأحد أبرز من يعرفون ومن خبروا إبن كيران جيدا منذ سنوات انتمائه الأولى للحركة الإسلامية وللعمل الإسلامي والفرق بينهما يعرفه جيدا من مر من المسألتين خطورة هذا الكلام تزداد حين نطلع على صورة وضعتها كتائب ابن كيران في الأنترنيت تسأل فيها المغاربة "وماذا لو أصبح ابن كيران مستشارا عوض فؤاد عالي الهمة؟" لكأن المشكلة الكبرى اليوم في المغرب هي أن ينتهي هذا النزاع الشخصي بانتصار ابن كيران على الهمة، ولكأن كل مشاكل الشعب المغربي قد اختزلت في التخلص من رجل يبدو أنه يضايق كثيرا الحزب الأغلبي في المغرب، ويبدو له كأنه هو الحاجز الأساس في وجه ما لايعرفه المغاربة من طموحات هذا ماكتبته كتائب البيجيدي الإلكترونية عن المستشار الهمة السؤال الذي يطرحه المغاربة اليوم أو على الأقل المغاربة الذين يهتمون بالمشهدالسياسي هو: لنفترض أن الهمة أخذ تفرغا من عمله كمستشار ملكي لمدة سنة مثلا هل سيحل ابن كيران مشاكل المغرب؟ هل سيتمكن هو ومن كان معه في الحكومة من تحقيق الرفاه للشعب ومن توفير الخدمات الأساسية؟ بعبارة أخرى هل سينسى ابن كيران كلمة التحكم ويتفرغ لخدمة الناس وسينجح في هاته الخدمة؟ من تابعوا عمل هاته الحكومة على امتداد الخمس سنوات الماضية يشكون في هذا السؤال وفي إجابته ويعرفون أن كلمة "التحكم" هي كلمة يختفي وراءها رئيس الحكومة لإخفاء فشل ذريع عاشه وحكومته في تدبير أهم ملفات البلد التي كلفهم المغاربة بعد انتخابات 2011 بتدبيرها، ويعرفون أن الحل الوحيد للرجل ولحكومته لكي يدخلوا انتخابات السابع من أكتوبر بشيء ما يقولونه للناس هو أن يرددوا هاته الكلمة دونما توقف ودونما تفسير الأساسي أن تروج والأساسي أن يجدوا مايخفوا فيه فشلا حقيقيا في حل مشاكل المغاربة الأساسية. ابن كيران الذي وضعت حكومته ميزانية البلد والذي كان يسيرها ويحددها عبر وزيره في الميزانية لم يقل ولن يقول للناس أبدا إن كان مثلا قد قد خلق مناصب شغل للناس ومنعه مجلس وزاري من ذلك، ولم يقل للناس ولن يقول أبدا إن كان قد أتى بمشروع فيه خير للشعب واستطاع هذا "التحكم" أن يمنعه من تحقيق ذلك، وهذا الأمر ينطبق على كل ميادين البلد الأساسية وفي مقدمتها ميدان يكتوي منه المغاربة اليوم بشكل فظيع يسمى التعليم التعليم: أبرز فشل لحكومة ابن كيران منذ مدة غير طويلة انشغل الناس عبر الأنترنيت في متابعة نقاش سطحي جديد عن طبع مقررات جديدة، وعن خطأ مس هاته المقررات. لم يسأل أحد أحدا : أين سيدرس أبناء المغاربة هاته المقررات؟ ومن سيدرسها لهم؟ وفي أي ظروف؟ من يعرفون الميدان التعليمي، يعرفون أنه ميدان يبدأ هذا الموسم الدراسي برقم مهول وخطير ودال هو رقم الخصاص في 19 ألف منصب تعليمي، وهو خصاص كان يمكن أن يصل إلى 27ألف لولا تدخل الداخلية في أزمة الأساتذة المتدربين التي أصر ابن كيران على أن تذهب إلى الباب المسدود وأعلن إقفال باب الحوار وطلب من الأساتذة أن يركبوا رؤوسهم وأن يذهبوا إلى حيث أرادوا يومها وعبر وال يعرفه اليوم الجميع يسمى لفتيت تدخلت وزارة الداخلةي ووجدت حلا هو الذي مكن البلد من تلافي السقوط في فخ ال27 ألف منصب شغل وجعل الرقم ينزل إلى 14 ألف أي أن الخصاص نقص بالثلث وبقي الثلثان الآخران عالقين في ذمة ابن كيران وحكومته إلى آخر الأيام رغم أن رئيس الحكومة آت من ميدان التعليم وسبق له أن درس وسبق له أن سير مدرسة حرة وسبق له أن خبر مشاكل هذا الميدان قبل أن يصبح مسؤولا ويتنكر له ويوجه صفعة ولا أفدح للمغاربة فيه مديرا لهم الظهر ومتحدثا بشكل كاريكاتوري عن تحكم هو وحده يراه وهو وحده يرى مسؤوليته عن أي تدهور مس مصالح المغرب في عهد هاته الحكومة أقسام يدرس فيها اليوم 78تلميذا من مستويات مختلف، مدراس مهدمة ومحطمة، نقاش كبير حول غياب المدرسة العمومية وحول اضطرار المغاربة بطبقاتهم كلها إلى الهروب بأبنائهم إلى القطاع الخاص وابن كيران يهتم بماذا؟ يهتم بالتحكم ويقول لكتائبه في الأنترنيت ؛ حاربوا معي هذا المستشار واحلموا لي أن أصبح مكانه ولن يكون إلا الخير المغاربة الذين خبروا هاته الحكومة لخمس سنوات يحركون الرأس دلالة الفهم ويقولون إن "من اكتشف بعد خمس سنوات من العمل الحكومي لفظة واحدة يداري بها خيبة حكومته لن يحمل لهم أبدا أي خير," ويتساءلون خصوصا بعد قراءة ماقاله مطيع عن تلميذه ابن كيران "ما الذي ستحمله لنا الأيام القادمة من مفاجآت؟" وينتظرون..