أكد المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك بوبكر جاي مساء الخميس بالدار البيضاء أن المغرب يعد من البلدان القلائل بالقارة الإفريقية التي أبدت جدية كبيرة في مواجهة التحديات المناخية، من خلال اعتماد ترسانة قانونية ناجعة، تغطي مختلف أبعاد المعضلة البيئية التي يواجهها عالم اليوم. وقال جاي، في كلمة له خلال ندوة نظمت بمقر المجموعة حول "كوب 22: تحديات اقتصادية ورهانات بيئية للمقاولة المغربية"، إن المغرب أصدر ثلاثة قوانين ذات صلة بالنجاعة الطاقية والطاقات المتجددة والميثاق الوطني حول البيئة، جرى اعتمادها وتفعيلها انسجاما مع الجهود التي تبذلها المملكة من أجل تحسيس المجتمع بالمخاطر التي تهدد البيئة والمناخ بسبب التغيرات المناخية.
وأبرز في هذا السياق أن من أهم الخطوات التي اتخذها المغرب بهذا الخصوص خلال السنة الجارية، اعتماد استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة لتعبئة كل الطاقات، وضمان متابعة فعالة لمختلف المبادرات الملتزمة في مجال التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة، وكذا تحفيز الفاعلين على الاستثمار في المشاريع الخضراء التي من شأنها أن تسهم بشكل فعلي في تعزيز مردودية مقاولاتهم في المستقبل ومنحها قيمة مضافة. واعتبر أن إدماج الطاقات المتجددة، وخاصة في الصناعات الأكثر استهلاكا للموارد الطاقية، وتثمين النفايات، وتحسين النجاعة الطاقية، كلها عوامل يمكن أن تسهم في تقوية أداء المقاولة المغربية. ومن جهتها أوضحت الممثلة المقيمة للبنك الإفريقي للتنمية بالمغرب ياسين دياما فال أن المغرب استطاع أن يبرهن، عبر أوراش عدة ومبادرات بيئية رائدة، عن إمكانية تحقيق معادلة الجمع بين إنجاز مشروع أخضر والحفاظ على مردودية الأنشطة الاقتصادية للمقاولات. وتأتي هذه الندوة في سياق سلسلة اللقاءات الشهرية التي تنظمها المجموعة تحت عنوان "تبادل الأفكار من أجل فهم جيد"، وهي أرضية للنقاش تهدف إلى إغناء المبادرات البناءة التي تقوم بها (مؤسسة التجاري وفا بنك) في مجالات الفن والثقافة والتربية والتعليم.
