أصبحت حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي طيلة الأيام الماضية، بعد انتشار مقاطع لها وهي تؤدي عددا من روائع الفنانة القديرة نعيمة سميح، وكوكب الشرق أم كلثوم. المرأة التي ظهرت في الفيديو تجلس بين فرقة محدودة العناصر، ويتفاعل مع آدائها زبناء أحد المطاعم المعروفة بمدينة الدارالبيضاء، لم تكن سوى سعاد حسن، الفنانة التي تنتمي إلى جيل الرواد، لكنها لم تنل حظها من الشهرة، وظلت تتخبط في عدة مشاكل وأزمات خلال مشوارها المتعثر الذي يمتد إلى 37 سنة. "من 1979وأنا كنغني بعيدا عن الأضواء..لأنني ملقيتش الدعم"، تقول ابنة اليوسفية التي نشأت بحي درب السلطان بالبيضاء، في دردشة خصت بها موقع "أحداث.أنفو"، مؤكدة أنها قررت احتراف الغناء منذ سن 19 سنة، واستفادت من التشجيع والدعم المعنوي الذي قدمه عدد من الفنانين أبرزهم الحاج يونس، بوشعيب حسن، والفنان عبد الهادي بلخياط، الذي فتح أمامها باب "الكاباري" الذي يمتلكه، بعدما أرغمتها الضائقة المالية التي مرت منها عائلتها، على العمل من أجل إعالتها. وعن تصنيفها ك"مغنية كاباريات"، تؤكد سعاد حسن أن هذا التصنيف لا يزعجها بل يضحكها،و أنها لا تخجل من بداياتها، وانطلاقتها الفنية. "واش هاذ الفنانين كلهم..حتى واحد منهم ما خدم فكاباريه؟"، تقول سعاد، مشيرة إلى أن العديد من الأسماء الفنية الكبيرة غنت، ومازالت تغني بالملاهي الليلية. عبرت سعاد حسن عن أسفها لكونها إلى جانب عدد من الأصوات المغربية، لم تحظ بأي دعم، حتى من طرف كتاب الكلمات والملحنين، الذين يبدون دوما إعجابهم بصوتها ويطلبون منها تأدية أغانيهم التي قدموها لمطربين آخرين، دون أن يفكروا في تقديم أغنية لها. "أنا مكنسعاش..وعمري مغنمشي نطلب كلمات ولحن أغنية"، تقول سعاد حسن، مؤكدة أن كرامتها منعتها طيلة هاته السنوات، من السعي إلى الحصول على أغاني من صناعها، لأنه مقتنعة من أن المبادرة يجب أن تأتي من أي فنان وموسيقي يؤمن بصوتها وموهبتها. وتضيف أنها رفضت أيضا المشاركة في البرامج العربية الخاصة باكتشاف المواهب كما اقترح عليها البعض، لأنها لا تريد أن تضع نفسها في موقف محرج، وتتعرض للإقصاء بعد وصولها إلى النهائيات، بمبرر أن الشباب هم من يجب أن يفوزوا باللقب. "مازال كنحلم وكنتمنى تكون انطلاقتي الحقيقية من المغرب، لأنني كنفتخر بتمغربيت ديالي"، تقول سعاد، التي ترفض التخلي عن حلمها، بالرغم من كل الإكراهات والمشاكل التي ترى أن الفنان المغربي يعيشها في بلده، عكس الفنانين العرب الذين يحظون بالتكريم في المهرجانات الوطنية، ويحصلون على "أجور خيالية"، إلى جانب الاهتمام الكبير من طرف الإعلام الوطني. "رواد مواقع التواصل أنصفوني.. وأثبتوا لي أن الجمهور متعطش لسماع الطرب وأغاني الزمن الجميل"، تؤكد سعاد حسن، التي ترى أن السن لن يكون عائقا أمام أحلامها وطموحاتها في مجال الغناء.