في إطار اللقاء الثقافي أربعاء المعرفة الذي تشرف عليه جمعية سلا المستقبل، والذي تحتضنه قاعة الخزانة العلمية الصبيحية، قدمت الأستاذة الجامعية ، دة.نجاة المريني ، عرضا في موضوع "دور المجالس الأدبية في تنشيط الحركة الثقافية" .. الناقد الدكتور أحمد زنيبر، كان قد افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية وقدم كلمة عبر فيها عن اعتزازه بتشريف المكتب التنفيذي للجمعية له بتسيير الندوة، حيث وقف على بعض من محطات المسار العلمي والشخصي لضيفة اللقاء كباحثة، وأديبة ، وناقدة، ومحققة، ومؤرخة .. طارحا مجموعة أسئلة كتوطئة للموضوع : ما المقصود بالمجالس الأدبية ؟ كيف نشأت وتطورت عبر التاريخ العربي القديم؟ وكيف امتدت أصولها إلى العصر الحديث؟ هل يقتصر الأمر على نوع أدبي دون غيره؟ أم ينفتح على كل الأجناس الإبداعية؟ ثم ماذا عن ذاكرة مدينة سلا الثقافية؟ هل احتضنت بدورها مجالس أدبية تميزها عن باقي المدن المغربية الأخرى كالرباط مثلا؟ ..
ضيفة الجلسة الدكتورة نجاة المريني، حاولت على مدى أكثر من الساعة من الزمن ،وعبر منهجية الدارسة والمحللة، التطرق لمحاور الأسئلة المطروحة ، من خلال استعراض كرونولوجيا للمجالس الأدبية ، من العصر الجاهلي مرورا بمحطات التاريخ العربي الإسلامي وصولا إلى الفترة الراهنة.. مشيرة في ذلك إلى تطور هذه المجالس في بلاط الملوك والأمراء حيث كانت تعقد المناظرات العلمية والنقاشات الأدبية و كان التنافس بين العلماء والأدباء، حافزا لخلق فضاء يثري الحياة العلمية في البلاط، ويوقظ جذوة البحث والقراءة والمناقشة في النفوس، سواء تعلق الامر بالمحدثين او المستمعين ، ونشطت هذه المجالس في المشرق والمغرب في فترات مختلفة بإشراف الملوك والأمراء أو بين العلماء والأدباء ، وكان للمرأة فيها حضور ، كمجلس سكينة بنت الحسين في الحجاز، ومجلس الشاعرة ولادة بنت المستكفي في غرناطة … وفي العصر الحاضر مجلس مي زيادة بمصر ومجلس كوريت خوري بسوريا.. ومجلس الاثنينية الثقافي بجدة، الى غيرها .. كما عرف القرن الماضي مجالس أدبية متنوعة في العدوتين، كان يقصدها العلماء والأدباء ويتبادلون فيه الرأي حول ما يشغلهم من قضايا أدبية أو دينية حينا او فيما يعرف بالمساجلات الشعرية حينا آخر .. منها بالرباط مجلس النادي الجراري ومجلس النادي الجنداري ، وبسلا مجلس الباشا محمد الصبيحي ومجلس أبناء المؤرخ أحمد بن خالد الناصري ومجلس الطيب عواد وغيرها… وشددت نجاة المريني على أن أهم ما يعيق الخوض في هذا الموضوع هو شح المصادر ، والوثائق ، مما يعقد مهمة الباحث والدارس، ودعت إلى ضرورة تدوين وتوثيق المجالس الأدبية والثقافية التي تشرف عليها جمعية سلا المستقبل وبعض الجمعيات المحلية الأخرى كجمعية أبي رقراق حتى تبقى في ذاكرة مدينة سلا ولا يطويها النسيان والإهمال.. تفاعل القاعة مع العرض ، والذي تميزت بحضور نخبة من المفكرين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين … في طليعتهم الدكتور عباس الجراري ورئيس جمعية أبي رقراق نور الدين اشماعو و الصحفي الصديق معنينو والباحث عبد المجيد فنيش وشخصيات أخرى. (تفاعل القاعة) اتجه إلى تثمين المجهود المتواصل لنجاة المريني ، في مجال الإستقراء والتحقيق في تاريخ الأدب خصوصا بالعدوتين ، كما تطرق لجوانب تهم مجالس أخرى، كمجالس المقاهي الثقافية، والصنايعية، والملحون ، ومجالس تهم أعلام محلية..