بمبادرة ومجهودات ذاتية و باقتراح من أستاذة اللغة الفرنسية صباح هزاز بالثانوية التأهيلية لالة أمينة بمكناس، تمكن تلاميذ هذه المؤسسة بتنسيق من تلامذة ثانوية المامونية بنفس المدينة من زرع الفرحة والبسمة على وجوه شريحة عريضة من أطفال الثلاثي الصبغي على مدى أربع ساعات من البهجة والحبور مساء الجمعة الأخير بقاعة المنوني. وقدم المشاركون لهذه الفئة عدة عروض فنية ولوحات غنائية وراقصة، جسدت مختلف الثقافات المغربية الأمازيغة والعربية، بالإضافة إلى فقرات ترفيهية شارك فيها بهلوانات، كما شارك أطفال الثلاثي الصبغي بعروض مسرحية بسيطة وسكيتشات لاقت تشجيعا كبيرا من طرف الجمهور الكبير الذي عجت بهم مقاعد قاعة المنوني لمشاركة هذه الفئة فرحتها بعد استقبالها بفرق عيساوة والدقايقية.
واختتم هذا الحفل البهيج بتقديم جوائز و هدايا على هؤلاء الأطفال، قبل أن يصعد الجميع على المنصة للانخراط في لوحات غنائية راقصة شارك فيها الكل، خصوصا أطفال الثلاثي الصبغي الذين أتحفوا الجمهور برقصهم العفوي و تحركاتهم على الركح بحيوية ونشاط دون أن تغادر الابتسامة قسمات وجوههم البريئة. وحسب المشرفة على هذا النشاط التطوعي، صباح هزاز، فإن الهدف من هذه المبادرة الفنية لفائدة هؤلاء الأطفال هو إبراز الإمكانيات الذاتية والإرادة على الفعل والاندماج في المجتمع دراسيا ونفسيا، مؤكدة أن ما ينقصهم فعلا هو اهتمام المجتمع ورعايته، و عدم النظر إليهم بنظرة الدونية و الاختلاف والنقص، باعتبار أنهم لا يختلفون عن غيرهم إلا في الملامح وبعض القدرات العقلية، و على المجتمع مساعدتهم على امتلاك مختلف المهارات للنمو بشكل طبيعي ثم تفادي تهميشهم. واستحسن الجمهور الحاضر هذا المجهود الجبار و الاستثنائي لتلاميذ ثانوية لالة امنة و المامونية ومعهم أستاذتهم، الذي بصم على تفاعل كبير مع أطفال لازالوا يعانون الإقصاء والتهميش في غياب أي دعم أو مساهمات لمختلف الجهات المعنية بهذه الفئة.