أثارت تصريحات لطفي زيتون، القيادي الإسلامي بحركة النهضة حول التخلي عن تجريم المثلية، وإلغاء القانون 52 الذي يعاقب على استهلاك مخدر القنب الهندي أو ما يعرف في تونس ب"الزطلة"، الكثير من الجدل. القيادي الإسلامي الذي يشغل منصب مستشار سياسي لراشد الغنوشي، اعتبر أن استهلاك القنب الهندي يدخل في إطار الحريات الفردية التي لا يستسيغها كثيرا الفكر الإسلامي المبني على التدخل في حرية الغير، وأشار زيتون خلال حوار له مع صحيفة فرنسية، أن رأيه مبني على فكر مرن بسبب انفتاحه على الفكر الغربي، على عكس باقي القيادات التي لم تغادر تونس ولم تتعرف على الأسس الثقافية للغرب، كما هو الحال لزيتون الذي قضى سنوات طويلة ببريطانيا. زيتون حصر الاستهلاك في القنب الهندي لأضراره المحدودة، على عكس باقي المخدرات القوية التي دعى إلى تجريمها بسبب خطورتها، وفي موضوع آخر حول الحريات الفردية دائما، صرح القيادي الإسلامي أنه ضد معاقبة المثليين بالسجن، وضد إخضاعهم لما يعرف بالفحص الشرجي الذي اعتبره تعديا على الحياة الخاصة للمتهمين عبر إخضاعهم لفحص قسري يثبت تورطهم في ممارسات مثلية قد تنتهي بسجنهم ثلاث سنوات. زيتون رفض المقارنة بين فحص الكحول الذي اعتبره اجراءا يخص الحد من ممارسات لها تأثير على المجال العام، في حين اعتبر أن الفحص الشرجي يرتبط بسلوك له علاقة بالفضاء الخاص الذي يدخل في مجال الحريات الفردية، وهي التبريرات التي أغضبت الكثير من الإسلاميين والمتتبعين.