الطريق نحو المؤتمر ال18..الاستقلال يفتح باب الترشح لعضوية اللجنة التنفيذية    الهجمات على إيران "تشعل" أسعار النفط    مكناس: تعبئة شاملة لاستقبال ضيوف المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2024    فيتو أميركي يٌجهض قرار منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة    أعلنت شركة التكنولوجيا الأمريكية (ميتا)، إطلاق مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني "ميتا إيه آي" عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، مثل "واتساب" و"إنستغرام" و"فيسبوك" و"مسنجر".    فيديو لسائحة أجنبية ينتهي بتوقيف منتحل صفة بفاس    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بطل مسلسلات "ليالي الحلمية" و"أرابيسك" عن عمر 81 سنة    صورة تجمع بين "ديزي دروس" وطوطو"..هل هي بداية تعاون فني بينهما    منظمة الصحة تعتمد لقاحا فمويا جديدا ضد الكوليرا    المدير العام لمنظمة "FAO" يشيد بتجربة المغرب في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والغابات    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    مذكرة إخبارية للمندوبية السامية للتخطيط نتائج بحث الظرفية لدى الأسر الفصل الأول من سنة 2024    "لارام" وشركة "سافران" تعززان شراكتهما بمجال صيانة محركات الطائرات    وزيرة : ليبيريا تتطلع إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التكوين المهني    "أحرضان" القنصل المغربي بهولندا يغادر إلى دار البقاء    الهجوم الإسرائيلي على إيران.. هل ينهي المواجهة المباشرة أم يشعل فتيلها؟    إسرائيل تقصف أصفهان بمسيّرات.. وإيران: لا تقارير عن هجوم من الخارج    السودان..تسجيل 391 حالة وفاة بسبب الاصابة بمرضي الكوليرا وحمى الضنك    رغم غلق الأجواء.. فريق مغربي يسافر في رحلة مباشرة إلى الجزائر    العصبة الاحترافية تتجه لمعاقبة الوداد بسبب أحداث مباراة الجيش    عساكرية من مالي والنيحر شاركو مع البوليساريو فتمرين دارتو دزاير (تصاور)    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    نقابة تتهم حيار بتعطيل الحوار الاجتماعي ومحاولة تصفية وكالة التنمية الاجتماعية    باستثناء الزيادة.. نقابي يستبعد توصل رجال ونساء التعليم بمستحقاتهم نهاية أبريل    التراث المغربي بين النص القانوني والواقع    الطالبي العلمي كاعي من البلوكاج لي داير لشكر لهياكل مجلس النواب واللي تسبب فتعطيل المؤسسة التشريعية    أخْطر المُسَيَّرات من البشر !    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    مهرجان خريبكة الدولي يسائل الجمالية في السينما الإفريقية    "قتلوا النازحين وحاصروا المدارس" – شهود عيان يروون لبي بي سي ماذا حدث في بيت حانون قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي    لوسيور كريسطال تكشف عن هويتها البصرية الجديدة    الدكيك وأسود الفوتسال واجدين للمنتخب الليبي وعينهم فالرباح والفينال    جورنالات صبليونية: هليكوبتر بالشعار الملكي والدرابو بالحمر حطات فمطار كاستيون    هجرة .. المشاركون في الندوة الوزارية الإقليمية لشمال إفريقيا يشيدون بالالتزام القوي لجلالة الملك في تنفيذ الأجندة الإفريقية    حملة جديدة لتحرير الملك العام في مدينة العرائش أمام تغول الفراشة    جنايات الحسيمة تصدر حكمها على متهم بسرقة وكالة لصرف العملات    مليلية تستعد لاستقبال 21 سفينة سياحية كبيرة    تقرير يُظهر: المغرب من بين الوجهات الرخيصة الأفضل للعائلات وهذه هي تكلفة الإقامة لأسبوع    تفاصيل هروب ولية عهد هولندا إلى إسبانيا بعد تهديدات من أشهر بارون مخدرات مغربي    بعد نشر سائحة فيديو تتعرض فيه للابتزاز.. الأمن يعتقل مرشد سياحي مزور    واش اسرائيل ردات على ايران؟. مسؤولوها اكدو هاد الشي لصحف امريكية واعلام الملالي هدر على تصدي الهجوم ولكن لا تأكيد رسمي    حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة    المغاربة محيحين فأوروبا: حارث وأوناحي تأهلو لدومي فينال اليوروبا ليگ مع أمين عدلي وأكدو التألق المغربي لحكيمي ودياز ومزراوي فالشومبيونزليك    "الكاف" يحسم في موعد كأس إفريقيا 2025 بالمغرب    خطة مانشستر للتخلص من المغربي أمرابط    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    منير بنرقي : عالم صغير يمثل الكون اللامتناهي    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال        قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    وزارة الصحة تخلد اليوم العالمي للهيموفيليا    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    الأمثال العامية بتطوان... (574)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عد بيان النقابة الوطنية للصحة الشديد اللهجة، أخبارنا تحاور مدير المستشفى الإقليمي باليوسفية
نشر في أخبارنا يوم 24 - 02 - 2015


نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي
بعد بيان النقابة الوطنية للصحة الشديد اللهجة، أخبارنا تحاور مدير المستشفى الإقليمي باليوسفية حول تجاذبات الساحة الصحية والواقع الصحي بمستشفى للا حسناء أجرى الحوار: نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي
أصدر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بيانا شديد اللهجة كال فيه مجموعة من الاتهامات لمسؤولي قطاع الصحة بالإقليم، ودعا الوزارة الوصية إلى تغييرهم، وضخ دماء جديدة بالإقليم، وأخبارنا المغربية من موقعها كمنبر إعلامي على مسافة واحدة من الجميع ، ارتأت، بعدما نشرت مضمون البيان في وقت سابق، أن تستضيف الدكتور عبد القادر زين الدين مدير المستشفى الإقليمي للا حسناء، لبسط رؤيته حول الواقع الصحي بالإقليم، وموقفه من الاتهامات الموجهة إليه من خلال البيان، ونشير إلى أن الباب مفتوح للجميع في إطار نقاش هادئ ومسؤول يروم خلق دينامية وحركية فاعلة بالواقع الصحي، بعيدا عن لغة السب والشتم، وكيل الاتهامات وتصفية الحسابات، لأننا نتطلع إلى أن نكون جزءا من الحل، وليس معولا يحطم ما تبقى من اللحمة التي تجمع بين الفرقاء الصحيين
كيف تلقيتم، الدكتور زين الدين، بيان النقابة الوطنية للصحة الذي اتهمكم صراحة بانعدام المسؤولية؟
بداية، ليس من حق أي إطار نقابي أن يصدرالاتهامات لأنه لايملك سلطة قضائية. لا مشاحة في الاصطلاح، فلنقل نقدا لاذعا... طيب، هذا البيان غير متوازن، لأنه يجافي الحق ويدافع عن طبيبة متكاسلة أخلت بواجباتها المهنية، وأهانت مواطنين قدموا لمصلحة المداومة، وأعرضت عن استقبالهم، ومثل هذه المؤازرة تساهم في حماية الفساد وتزكيه، وتوفر الغطاء للمتهاونين، وقد تمنيت لو جالسنا الإخوة في المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة، قبل أن يقدموا على إصدار بيانهم، ليستمعوا إلى وجهة نظرنا، ويقفوا على حقيقة الأمر، وحينئذ يمكنهم عمل ما يريدون بعد أن تكون الصورة قد اكتملت لديهم. وعوض لغة البيانات والتنديد والشد والجذب، يفترض أن نضع جميعا اليد في اليد، وأن يتقدم الإخوة باعتبارهم شركاء اجتماعيين باقتراحات وتصورات للنهوض بالشأن الصحي للإقليم، ونحن على استعداد لتقبل مبادراتهم في كل وقت وحين.
بمناسبة حديثكم عمن تسمونها طبيبة متكاسلة، ركز البيان على ممارستكم الشطط في حقها، هلا كشفتم لنا عن سبب توتر العلاقة بينكما؟
الطبيبة التي يتهمني البيان بممارسة الشطط في حقها تركت المواطنين مرات عديدة في قاعة الانتظار بمصلحة المداومة الليلية، ومؤخرا تطور الأمر إلى احتقان حقيقي، اتصل بي على إثره أحد المواطنين عبر الهاتف حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، واشتكى من معاملتها المهينة، ولما انتقلت إلى عين المكان صحبة ممرضة وموظف بالقطاع، وجدتها في غرفة الاستراحة، ووجدت المواطنين في قاعة الانتظار.. طلبت منها أن تباشر عملها، فأجابتني قائلة: "أنا دايرة خدمتي"، ودون مزايدات انصرفت، وراسلت في اليوم الموالي السيد مندوب الصحة بالإقليم لإحاطته علما بما وقع، تدخلي هذا واجب تفرضه علي مهمتي كرئيس مباشر لها، ولا يدخل في إطار الشطط..، وبالمناسبة فقد كان أحدكما قبل حوالي سنة ضحية سلوك مماثل من طرف هذه الطبيبة، حين ذهب بابنه إلى المستشفى ليلا، ورفضت إسعافه رفقة مواطنين آخرين، وقد نسخت موضوع الخبر الذي نشرتماه عقب الحادث، وما زلت أحتفظ به في مكتبي.
وأضيف هنا أنه من العيب والعار أن أرى طبيبا أو ممرضا متفانيا في عمله، دون أن أكافئه أو أشجعه، كما أنه من غير المقبول أن أسكت على كل تجاوز أو إخلال بالمسؤولية.
لكن لا حظنا، السيد المدير، أنكم لم تتدخلوا حين رفض أحد أطباء المداومة استقبال المرضى أثناء مداومته قبل حوالي أسبوعين؟
بصراحة صرت حساسا تجاه هذه العبارة الجاهزة "الشطط"، فحينما تتوجه لهذا أو ذاك، طالبا منه أداء عمله يشهر في وجهك سهما يجاوز الحدود والتعسف، أحتاج ربما (مازحا) إلى إلحاق مفوضين قضائيين بالمستشفى ليكونوا شهداء، ويوثقوا حالات الإخلال بالواجب، ليسقطوا عني هذه التهمة، ولأتصرف بأريحية وفق ما يمليه علي القانون، ومن حسن الحظ أنكما كنتما شاهدين على الواقعة، وعلى العبارة الشهيرة التي أدلى بها الطبيب "أنا كاين وما كاينش"، وأخبرتكما بعدما عاينتما امتناع الطبيب عن استقبال المرضى أنني صرت أتوجس من كل تدخل في إطار ما يستوجبه علي القانون مخافة أن أواجه بهذه التهمة الجاهزة، وقد كنت أنتظر من المواطنين أن يتجاوبوا مع مبادرتي التي وضعت من خلالها صندوقا حديديا في مدخل المستشفى لوضع شكاياتهم به، لكنهم مع الأسف الشديد، لم يتفاعلوا معها.
يشتكي المواطنون من عجز المستشفى الإقليمي عن تلبية طلبات ذوي الحالات الاستعجالية، فإلى م يرجع السبب؟
هذا المستشفى بني كمستشفى محلي، وحينما رقيت اليوسفية كإقليم اكتسب صفة المستشفى الإقليمي، لكنه بقي يؤدي خدمات المستشفى المحلي، ولهذا راسلنا الوزارة الوصية من أجل توسعته ليضم مرافق جديدة تستجيب لانتظارات المواطنين، من قبيل قسم الإنعاش، وقسم جراحة العظام.
هل ستبقون مكتوفي الأيدي، دكتور زين الدين، في انتظار رد قد يأتي، وقد لا يأتي؟
بالطبع لا، لقد اتخذنا مجموعة من الإجراءات لتحسين الخدمات الصحية بالمستشفى، وقمنا بمبادرات من قبيل فتح مصلحة طب الأطفال، وإنشاء وحدة الترويض الطبي، وإضافة أنواع جديدة من التحاليل الطبية، ونحن في المراحل الأخيرة لافتتاح مركز صغير لتحاقن الدم، ونفكر بشكل جدي في إنشاء وحدة للعلاج النفسي، كما أننا استطعنا أن نضاعف نسبة الاستشفاء، فمعدل ملء الأسرة لم يكن يتجاوز %20، وبفضل جهود الطاقم الطاقم الطبي والصحي تطور إلى %48 ، ونحن نتطلع إلى المزيد.
أنت تتحدث عن أرقام والواقع يفند...
(مقاطعا) هذه نظرة سوداوية تعتم على المعطيات الإحصائية، لا أنكر أن هناك إكراهات، غير أنه بالمقابل هناك عمل إداري دؤوب وتضحيات لا يستهان بها من قبل الأسرة الصحية بالمستشفى.
يعاني المواطنون من مشكل سيارة الإسعاف، ألا تفكرون في توفير سيارات إسعاف كافية لتلبية حاجياتهم؟
في جميع أقاليم المملكة تدعم سيارات المستشفى بسيارات تابعة للجماعات المحلية، نحن نتوفر على سيارة إسعاف واحدة، لا نتردد في جعلها رهن إشارة المواطن، لكن كثيرا ما يحدث أن ترد حالة مرضية تتطلب نقلها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بآسفي، في الوقت الذي تكون فيه هذه السيارة في نفس المهمة، أي أنها غير موجودة بالمستشفى، في هذه الحالة نضطر إلى الاتصال بممثلي الجماعات المحلية لإمدادنا بسيارات الإسعاف التابعة لهم، وهذا معمول به في كل مدن المملكة.
تتهمون بالتضييق على الحريات النقابية والتنكر لماضيكم النقابي حسب توصيف بيان النقابة الوطنية للصحة؟ مرة أخرى اتهامات...ليست لدي أي حساسيات نقابية، ولا أمارس الإقصاء في حق أي مسؤول نقابي، والدليل على ذلك أن أيا منهم لم يشتك من نقطته الإدارية، كما أنني عينت في مواقع المسؤولية مسؤولين نقابيين، ولم أقص أحدا منهم، يدي ممدودة للجميع، لأن تحديات القطاع تتطلب منا الترفع عن الحسابات الضيقة، والعمل المشترك من أجل البناء والدفع بالواقع الصحي بالمستشفى خاصة، وبالإقليم عموما إلى الأمام، ولا أخفيكما سرا أنني كنت نقابيا كونفدراليا، قبل أن أتولى منصب الإدارة بالمستشفى الإقليمي، وما أمارسه الآن من موقع مسؤوليتي هذه استمرار لعملي النقابي، ولم ولن أتنكر لماضي النقابي الذي أعتز به و أفتخر.
أشهرتم ورقة الاستقالة في كثير من المناسبات، فهل مازلتم تفكرون في هذه الخيار؟
بعد تفكير عميق اهتديت إلى أن ربان السفينة يجب أن يقاوم حتى الرمق الأخير، وألا يتخلى عن ركابها في وسط الطريق، ويتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، بل يجب أن يواصل معهم المسير، فإن وصلوا إلى بر الأمان، تكتب النجاة للجميع، وإن غرقوا غرقوا جميعا.
أصدر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بيانا شديد اللهجة كال فيه مجموعة من الاتهامات لمسؤولي قطاع الصحة بالإقليم، ودعا الوزارة الوصية إلى تغييرهم، وضخ دماء جديدة بالإقليم، وأخبارنا المغربية من موقعها كمنبر إعلامي على مسافة واحدة من الجميع ، ارتأت، بعدما نشرت مضمون البيان في وقت سابق، أن تستضيف الدكتور عبد القادر زين الدين مدير المستشفى الإقليمي للا حسناء، لبسط رؤيته حول الواقع الصحي بالإقليم، وموقفه من الاتهامات الموجهة إليه من خلال البيان، ونشير إلى أن الباب مفتوح للجميع في إطار نقاش هادئ ومسؤول يروم خلق دينامية وحركية فاعلة بالواقع الصحي، بعيدا عن لغة السب والشتم، وكيل الاتهامات وتصفية الحسابات، لأننا نتطلع إلى أن نكون جزءا من الحل، وليس معولا يحطم ما تبقى من اللحمة التي تجمع بين الفرقاء الصحيين
كيف تلقيتم، الدكتور زين الدين، بيان النقابة الوطنية للصحة الذي اتهمكم صراحة بانعدام المسؤولية؟
بداية، ليس من حق أي إطار نقابي أن يصدرالاتهامات لأنه لايملك سلطة قضائية. لا مشاحة في الاصطلاح، فلنقل نقدا لاذعا... طيب، هذا البيان غير متوازن، لأنه يجافي الحق ويدافع عن طبيبة متكاسلة أخلت بواجباتها المهنية، وأهانت مواطنين قدموا لمصلحة المداومة، وأعرضت عن استقبالهم، ومثل هذه المؤازرة تساهم في حماية الفساد وتزكيه، وتوفر الغطاء للمتهاونين، وقد تمنيت لو جالسنا الإخوة في المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة، قبل أن يقدموا على إصدار بيانهم، ليستمعوا إلى وجهة نظرنا، ويقفوا على حقيقة الأمر، وحينئذ يمكنهم عمل ما يريدون بعد أن تكون الصورة قد اكتملت لديهم. وعوض لغة البيانات والتنديد والشد والجذب، يفترض أن نضع جميعا اليد في اليد، وأن يتقدم الإخوة باعتبارهم شركاء اجتماعيين باقتراحات وتصورات للنهوض بالشأن الصحي للإقليم، ونحن على استعداد لتقبل مبادراتهم في كل وقت وحين.
بمناسبة حديثكم عمن تسمونها طبيبة متكاسلة، ركز البيان على ممارستكم الشطط في حقها، هلا كشفتم لنا عن سبب توتر العلاقة بينكما؟
الطبيبة التي يتهمني البيان بممارسة الشطط في حقها تركت المواطنين مرات عديدة في قاعة الانتظار بمصلحة المداومة الليلية، ومؤخرا تطور الأمر إلى احتقان حقيقي، اتصل بي على إثره أحد المواطنين عبر الهاتف حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، واشتكى من معاملتها المهينة، ولما انتقلت إلى عين المكان صحبة ممرضة وموظف بالقطاع، وجدتها في غرفة الاستراحة، ووجدت المواطنين في قاعة الانتظار.. طلبت منها أن تباشر عملها، فأجابتني قائلة: "أنا دايرة خدمتي"، ودون مزايدات انصرفت، وراسلت في اليوم الموالي السيد مندوب الصحة بالإقليم لإحاطته علما بما وقع، تدخلي هذا واجب تفرضه علي مهمتي كرئيس مباشر لها، ولا يدخل في إطار الشطط..، وبالمناسبة فقد كان أحدكما قبل حوالي سنة ضحية سلوك مماثل من طرف هذه الطبيبة، حين ذهب بابنه إلى المستشفى ليلا، ورفضت إسعافه رفقة مواطنين آخرين، وقد نسخت موضوع الخبر الذي نشرتماه عقب الحادث، وما زلت أحتفظ به في مكتبي.
وأضيف هنا أنه من العيب والعار أن أرى طبيبا أو ممرضا متفانيا في عمله، دون أن أكافئه أو أشجعه، كما أنه من غير المقبول أن أسكت على كل تجاوز أو إخلال بالمسؤولية.
لكن لا حظنا، السيد المدير، أنكم لم تتدخلوا حين رفض أحد أطباء المداومة استقبال المرضى أثناء مداومته قبل حوالي أسبوعين؟
بصراحة صرت حساسا تجاه هذه العبارة الجاهزة "الشطط"، فحينما تتوجه لهذا أو ذاك، طالبا منه أداء عمله يشهر في وجهك سهما يجاوز الحدود والتعسف، أحتاج ربما (مازحا) إلى إلحاق مفوضين قضائيين بالمستشفى ليكونوا شهداء، ويوثقوا حالات الإخلال بالواجب، ليسقطوا عني هذه التهمة، ولأتصرف بأريحية وفق ما يمليه علي القانون، ومن حسن الحظ أنكما كنتما شاهدين على الواقعة، وعلى العبارة الشهيرة التي أدلى بها الطبيب "أنا كاين وما كاينش"، وأخبرتكما بعدما عاينتما امتناع الطبيب عن استقبال المرضى أنني صرت أتوجس من كل تدخل في إطار ما يستوجبه علي القانون مخافة أن أواجه بهذه التهمة الجاهزة، وقد كنت أنتظر من المواطنين أن يتجاوبوا مع مبادرتي التي وضعت من خلالها صندوقا حديديا في مدخل المستشفى لوضع شكاياتهم به، لكنهم مع الأسف الشديد، لم يتفاعلوا معها.
يشتكي المواطنون من عجز المستشفى الإقليمي عن تلبية طلبات ذوي الحالات الاستعجالية، فإلى م يرجع السبب؟
هذا المستشفى بني كمستشفى محلي، وحينما رقيت اليوسفية كإقليم اكتسب صفة المستشفى الإقليمي، لكنه بقي يؤدي خدمات المستشفى المحلي، ولهذا راسلنا الوزارة الوصية من أجل توسعته ليضم مرافق جديدة تستجيب لانتظارات المواطنين، من قبيل قسم الإنعاش، وقسم جراحة العظام.
هل ستبقون مكتوفي الأيدي، دكتور زين الدين، في انتظار رد قد يأتي، وقد لا يأتي؟
بالطبع لا، لقد اتخذنا مجموعة من الإجراءات لتحسين الخدمات الصحية بالمستشفى، وقمنا بمبادرات من قبيل فتح مصلحة طب الأطفال، وإنشاء وحدة الترويض الطبي، وإضافة أنواع جديدة من التحاليل الطبية، ونحن في المراحل الأخيرة لافتتاح مركز صغير لتحاقن الدم، ونفكر بشكل جدي في إنشاء وحدة للعلاج النفسي، كما أننا استطعنا أن نضاعف نسبة الاستشفاء، فمعدل ملء الأسرة لم يكن يتجاوز %20، وبفضل جهود الطاقم الطاقم الطبي والصحي تطور إلى %48 ، ونحن نتطلع إلى المزيد.
أنت تتحدث عن أرقام والواقع يفند...
(مقاطعا) هذه نظرة سوداوية تعتم على المعطيات الإحصائية، لا أنكر أن هناك إكراهات، غير أنه بالمقابل هناك عمل إداري دؤوب وتضحيات لا يستهان بها من قبل الأسرة الصحية بالمستشفى.
يعاني المواطنون من مشكل سيارة الإسعاف، ألا تفكرون في توفير سيارات إسعاف كافية لتلبية حاجياتهم؟
في جميع أقاليم المملكة تدعم سيارات المستشفى بسيارات تابعة للجماعات المحلية، نحن نتوفر على سيارة إسعاف واحدة، لا نتردد في جعلها رهن إشارة المواطن، لكن كثيرا ما يحدث أن ترد حالة مرضية تتطلب نقلها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بآسفي، في الوقت الذي تكون فيه هذه السيارة في نفس المهمة، أي أنها غير موجودة بالمستشفى، في هذه الحالة نضطر إلى الاتصال بممثلي الجماعات المحلية لإمدادنا بسيارات الإسعاف التابعة لهم، وهذا معمول به في كل مدن المملكة.
تتهمون بالتضييق على الحريات النقابية والتنكر لماضيكم النقابي حسب توصيف بيان النقابة الوطنية للصحة؟
مرة أخرى اتهامات...ليست لدي أي حساسيات نقابية، ولا أمارس الإقصاء في حق أي مسؤول نقابي، والدليل على ذلك أن أيا منهم لم يشتك من نقطته الإدارية، كما أنني عينت في مواقع المسؤولية مسؤولين نقابيين، ولم أقص أحدا منهم، يدي ممدودة للجميع، لأن تحديات القطاع تتطلب منا الترفع عن الحسابات الضيقة، والعمل المشترك من أجل البناء والدفع بالواقع الصحي بالمستشفى خاصة، وبالإقليم عموما إلى الأمام، ولا أخفيكما سرا أنني كنت نقابيا كونفدراليا، قبل أن أتولى منصب الإدارة بالمستشفى الإقليمي، وما أمارسه الآن من موقع مسؤوليتي هذه استمرار لعملي النقابي، ولم ولن أتنكر لماضي النقابي الذي أعتز به و أفتخر.
أشهرتم ورقة الاستقالة في كثير من المناسبات، فهل مازلتم تفكرون في هذه الخيار؟
بعد تفكير عميق اهتديت إلى أن ربان السفينة يجب أن يقاوم حتى الرمق الأخير، وألا يتخلى عن ركابها في وسط الطريق، ويتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، بل يجب أن يواصل معهم المسير، فإن وصلوا إلى بر الأمان، تكتب النجاة للجميع، وإن غرقوا غرقوا جميعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.