حالة من الاستنفار القصوى تلك التي عاشتها بعض مكاتب الشرفاء بمختلف فصائلهم داخل المغرب و خارج بعد قرار الوزيري الداخلية و العدل و الحريات القاضي بمنع بطاقات الشرفاء ، و تهديد مستغليها بالسجن ، قرار نزل كقطعة ثلج بارد عليهم بعدما لم يتم اشراكهم في الامر قبل اتخاذ مثل هكذا قرار . و إذا تناولنا الموضوع من زاوية أن المغاربة كلهم متساوون في الحقوق كما الواجبات ، فماذا الذي خسره هؤلاء الشرفاء بعد قرار المنع حتى يصل الأمر ببعضهم إلى درجة التهديد بالتنازل عن بطاقة هويتهم المغربية ؟ علما أن المبادئ الاساسية التي ظلت تنادي بها هذه المجموعات هي الوطنية و حب الوطن و حب الملك ، فهل بزوال النعمة يجحد العبد ؟ أعتقد كما يعتقد كل المغاربة ان حب الوطن و الدود عنه لا يجب أن يساوم بمقابل ، و إلا يمكن اعتبار ذلك ريع من نوع آخر كانت تستفيد منه هذه الفئة دون بقية الشعب ، و بفقدانه صارت تهدد و تتوعد و تخطط ، فعن أي وطنية تتحدثون ؟ إن قرار الوزيرين سالفا الذكر كان صائبا مائة بالمائة ، و هو بداية تأسيس لعهد الديمقراطية الحقة التي تعجل المغاربة سواسية امام القانون في الحقوق كما الواجبات ، و لا فرق في ذلك بين غني او فقير و لا وزير أو غفير ، الكل لابد ان يخدع لسلطة القانون ، و من يبحث عن غير ذلك فهو واهم ، لان مسلسل النضال الذي خلف دمائا و أرواحا و شهداء و مسجونين لا يمكن أن يذهب سدا ، بل هذه ثمرة مسيرات طويلة في درب الجهاد من ان الكرامة ... و البقية تأتي ...