حراك قوي ذلك الذي تولد عن تمرير ما بات يعرف بقانون " اصلاح نظام التقاعد "بما في ذلك الرفع من سن التقاعد بالنسبة للموظفين، حيث صوت مساء أول أمس الأربعاء بمجلس النواب 70 برلمانيا على مشروع القانون، فيما عارضه 35 آخرون، حيث سارعت الحكومة إلى التعجيل به وعملت جاهدة على طرحه في لجان المناقشة ، مع إدخال بعض التعديلات، و الإبقاء على جوهر النصوص القانونية في الرفع من سن التقاعد والنسبة المالية للمتقاعدين بزيادة طفيفة تصل إلى 500 درهم تمنح على مراحل متفرقة. ففي ذات السياق ، نشر الاستاذ عبد الرزاق بوغنبور ، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان على حائط حسابه الخاص بالفيسبوك ، تدوينة نارية ، كشف من خلالها مجموعة من الحقائق ، حملت بالاساس نقابات و أحزاب وصفها ب " المخزنية " المسؤولية التاريخية في تمرير قانون " انظمة التقاعد " ، حيث قال : " بعد المسرحية المحبوكة بين نقابات الذل والعار والاحزاب المخزنية التي انتهت بتمرير ماسمي باصلاح نظام التقاعد تولدت لدي خلاصات أساسية أهمها في المجال السياسي أننا أمام أحزاب " سياسية " لاتملك مشروعا سياسيا ذي خلفية ايديولوجية تدافع عنه بيمينها ووسطها ويسارها واسلامييها ، لكن تملك منهجية موحدة هدفها التقرب من الملك ومحيطه بحثا عن المصالح الشخصية ." عقب ذلك ، اكد بوغنبور ، ان الهدف من تمرير هذا القرار ، هو حفاظ المتقاعدون المتحكمون في المركزيات النقابية على مصالحهم و امتيازاتهم ، و أضاف : " أما النقابات ، فالاعلان عن مشروع القانون المنظم للحق في الاضراب الان ، ودون المشروع المنظم للنقابات - اللذين كانا متلازمين منذ 2007 ، فإن الصفقة كانت هي تمرير القانون الاول لضرب ماتبقى من ضمانات متعلقة بحقوق الشغلية ، في حين تعطيل قانون النقابات ليستمر المتقاعدون المتحكمون في المركزيات النقابية للأبد حماية ودفاعا عن الباطرونا . رئيس العصبة المغربية ختم كلامه بعبارات حملت في عمقها بعضا من السخرية ، المبطنة بواقع أسود مرير يتسجد من خلال ما وصفه بوغنبور ب : "الاجتماعات المطولة التي يحتاج فيها المتقاعدون لحفاظات من أجل الاستمرار فيها " ، حيث ذكر في شأن ذلك واقعة طريفة : " لازلت أتذكر أن أحد قياديي النقابات المنتمي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل ، و بعد الانتهاء من الاجتماع لم يستطع مغادرة القاعة لان البلل تسرب اليه من الحفاظات وظهرت على جوانب من سرواله وكان موضع اشمئزاز، هكذا هي نقاباتنا واحزابنا لقد تسرب البلل من جوانبها واضحي المقترب منها يشتم الروائح النتنة والمتعفنة والمطلوب : المقاطعة المقاطعة المقاطعة .. " .
