قام أعضاء النادي الدبلوماسي المغربي، اليوم الاثنين بالرباط، بزيارة استطلاعية للفضاء الوطني للذاكرة التاريخية والمقاومة والتحرير التابع للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وذلك في إطار الأنشطة الثقافية والفنية التي يقوم بها هذا النادي. وهمت الزيارة مختلف المرافق التي يضمها هذا الفضاء انطلاقا من صور ملوك الدولة العلوية وصور ولوحات وقصاصات لجرائد تؤرخ للمراحل ما بين 1906 و1953، وما بين 1953 و1955، مرورا بالخزانة التي تحتوي على كتب للتاريخ الحديث والمعاصر وكذا على بحوث جامعية ومجلات واستمارات وعروض، وصولا الى خزانة السمعي البصري التي تشتمل على أشرطة سينمائية وفيديو تؤرخ لبعض الأحداث ومختلف الذكريات التي تحييها المندوبية السامية. وانتقل أعضاء النادي بين زوايا المعرض التي تضم أسلحة تؤرخ لهذه المرحلة وأدوات أخرى كانت تستعمل ابان هذه الحقبة، حيث كانت الزيارة فرصة لاسترجاع الذكريات بين أعضاء النادي ومناسبة للوقوف على أبرز المراحل التي ميزت تاريخ المغرب الحديث. وفي تصريح للصحافة، قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، أن المبادرة غير المسبوقة التي أقدمت عليها المندوبية بدعوة أعضاء النادي الديبلوماسي المغربي، للقيام بزيارة عمل لهذا الفضاء الوطني للذاكرة التاريخية وكذا مركز الوثائق التاريخية الذي تم افتتاحه مؤخرا، تندرج في سياق توثيق العلاقات مع الديبلوماسيين الذين سبق لهم إسداء خدمات للوطن من أجل الاستفادة من تجربتهم التي راكموها والخبرة التي اكتسبوها من أجل تعزيز الديبلوماسية المؤسساتية التي توجد المندوبية طرفا فيها. وأضاف السيد الكثيري أن المندوبية تشتغل كثيرا على الذاكرة التاريخية الوطنية منها والمشتركة مع عدد من البلدان الشقيقة والصديقة التي يتقاسم معها المغرب تاريخه مثل فرنسا واسبانيا، والعربية مثل مصر والجزائر وتونس ودول من آسيا مثل فيتنام، مضيفا أن المندوبية تفتح مع هذه الدول أوراش عمل من أجل توثيق الذاكرة التاريخية وكتابتها وتدوينها بهدف تعزيز عمل الدبلوماسية الرسمية في خدمة القضايا الوطنية. وفي تصريح مماثل، أبرز رئيس النادي الديبلوماسي المغربي السيد محمد بوشنتوف، أن النادي بصدد دراسة إمكانية توقيع اتفاقية شراكة مع المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير، في اطار البحث والدراسة في تاريخ الحركة الوطنية والكفاح الوطني والمقاومة من أجل عودة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه وولي العهد آنذاك المغفور له الحسن الثاني وأفراد الأسرة الملكية والمطالبة بالاستقلال باعتبارها مرحلة مفصلية في تاريخ المغرب الحديث. يشار إلى أن النادي الدبلوماسي المغربي مؤسسة غير حكومية تهدف الى المساهمة في إشعاع صورة المغرب على الساحة الدولية، وذلك من خلال تعبئة كفاءات أعضائه وإقامة علاقات التعاون والتبادل مع المؤسسات المماثلة ومع البعثات الدبلوماسية المعتمدة في المغرب. إذ ينظم النادي مؤتمرات وحلقات دراسية تشارك فيها شخصيات سياسية ودبلوماسية بارزة، على الصعيدين الوطني والدولي.
