دخل مقاولون بمدينة حطان في دوامة كبيرة نتيجة تملص المجمع الشريف للفوسفاط من وعوده، وتراكم الديون والضرائب، ما حكم على البعض بالإفلاس وآخرون ينتظرون أن تتغير الأمور إلى الأفضل ويتجنبوا شبح السقوط في صراعات مع مصلحة الضرائب والبنوك. احتجاجات....تأسيس جمعية للمقاولين خرج المئات من شباب وساكنة مدينة حطان سنة 2006، في مسيرة احتجاجية صوب معمل بني يدير التابع للمجمع الشريف للفوسفاط، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية، والتعويض عن الأضرار التي تخلفها عملية تنشيف الفوسفاط بالمعمل، وكذا التنديد بإقصاء شباب المنطقة من التشغيل بمنشآت المجمع، وهو الأمر الذي دفع مسؤولي المجمع إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، حيث عقدت لقاءات واجتماعات ماراطونية أشرف عليها عن جانب إدارة المجمع الشريف للفوسفاط "ح ز" كمسؤول عن المعالجة آنذاك، ليخلص الجميع إلى تأسيس جمعية النهضة للمقاولين الشباب بمدينة حطان، التابعة لإقليم خريبكة، مع التزام المجمع بتأطير وتكوين أعضاء الجمعية في مجال التسيير والتدبير المالي والقانوني لمدة شهر كامل، انتهى بخلق المستفيدين لم يعرف ملف الدعم الذي وعد المجمع الشريف للفوسفاط بتقديمه لأعضاء هذه الجمعية طريقه الصحيح، وهو ما زاد من مشاكل المقاولين المادية والمعنوية. ويقول محمد المهودر، الكاتب العام للجمعية إن مسؤولي المجمع وعدوا المقاولات الصغرى بمنحها صفقات لا تتعدى قيمتها المالية 25 مليون سنتيم، بالإضافة إلى تسليمها شواهد الاعتراف لأربع مقاولات من أصل ثمانية، ليظل التسويف والمماطلة سيد الموقف لخمس سنوات، حكم فيه على مقاولات عديدة بالإفلاس وتهديد أصحابها بالسجن، حيث استطاع المجمع الشريف للفوسفاط ربح الوقت بعد تجاوز فترة الاحتجاجات، وتنقيل المسؤول عن العملية إلى الجديدة، وتعيين مسؤول جديد بدلا منه "ع ع". هذا الأخير أقفل باب الحوار و وأد العملية في مهدها، وترك المقاولات تواجه المجهول، بفعل تراكم الضرائب والديون المستحقة للبنوك، انتهت بعضها بإعلان الإفلاس، وأخرى قاومت مصيرها. الدخول في مسلسل نضالي جديد....و وعود جديدة كاذبة ;ويقول محمد المهودر في تصريحه : "بعد أحداث الثلاثاء الأسود بمدينة خريبكة، واندلاع شرارة الاحتجاجات، واقتراب الزيارة الملكية لإقليم خريبكة، دشنت جمعية النهضة للمقاولين الشباب بمدينة حطان، مسلسلا نضاليا قويا، من خلال وقفات احتجاجية مستنكرة لعدم وفاء مسؤولي المجمع الشريف للفوسفاط بوعودهم، اضطر المسؤولون إلى الجلوس إلى طاولة الحوار من جديد، بعد تكليف الإدارة المركزية لمسؤولين "م ع" و "م م"، استطاعا إقناع الجمعية بإجراء عملية تشخيص للمرحلة السابقة، والوقوف على مدى تمكن 12 مقاولة من أدوات الاشتغال والتدبير المالي وإعداد المشاريع، حيث انتهى هذا التشخيص بإصدار توصيات للمقاولين ستناقش في مائدة مستديرة، وهي الفكرة التي رفضها المجمع تجنبا للمحاسبة، الأمر الذي عجل بإقفال باب الحوار من جديد وربح الوقت والتسويف وتأزم أوضاع المقاولات". مسؤولو المجمع يرمون الكرة في ملعب مركز خريبكة سكيلز سنة 2015، وجه "س ه" مسؤول عن التنمية المستدامة آنذاك بالمجمع الشريف للفوسفاط جمعية النهضة للمقاولين الشباب بحطان إلى مركز خريبكة سكيلز، حيث عقدت لقاءات واجتماعات ماراطونية تحت إشراف المسؤول عن المركز " ع أ"، انتهت بدورها بتقديم وعود كاذبة وعدم خروجها عن التسويف والمماطلة، بدليل أن بعض المقاولات اجتازت مرحلة التكوين والمصادقة على مشاريعها، لكنها لا زالت تنتظر منذ شهر مارس الماضي التمويل، ما أخرج أعضاء الجمعية إلى الاحتجاج أمام مركز خريبكة سكيلز من جديد وإدانة صمت مسؤولي المجمع.
