لفظت السيدة فاطنة بلمعلم ذات الستة والأربعين ربيعا أنفاسها الأخيرة ليلة أمس السبت 15مارس 2014 بمنزل أخيها، بعد أن تعذر نقلها إلى المستشفى الجهوي بآسفي بناء على وصية طبيب المداومة بمستشفى اليوسفية الإقليمي الذي عاين تأزم حالتها الصحية، حيث تدخل رئيس المجلس الحضري وأصدر أوامره بضرورة إرجاع سيارة إسعاف الجماعة إلى المستودع البلدي، في الوقت الذي كانت فيه رابضة أمام باب قسم المستعجلات لنقل المريضة إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي. وفي هذا السياق قال شقيق الضحية، الذي يشتغل كموظف بالجماعة الحضرية لمدينة اليوسفية، إن الأمر يتعلق بحسابات شخصية أصر الرئيس على تصفيتها معه بسبب نشاطه الإعلامي والنقابي، ورفضه أن يكون دمية في يده يحركها كما يشاء، معبرا عن استغرابه الشديد من هذه المزايدة الدنيئة التي لم تراع حرمة امرأة طريحة فراش المرض، وتعسفت على حقها القانوني والشرعي والإنساني في العلاج، لا لشيء إلا لأن أخاها "مسخوط الرئيس"، مضيفا أن هذه الممارسات تروم إرسال رسالة واضحة إلى المواطنين مفادها أنهم مخيرون بين أمرين: إما إعلان الولاء والطاعة مقابل تمكينهم من خدمات يضمنها لهم الدستور، وليس لأحد مهما كان أن يحجبها عنهم، وإما الحرمان التام منها جزاء وفاقا على "عصيانهم وتمردهم" حتى يكونوا عبرة للآخرين. وختم ذات المتحدث كلامه قائلا:" نحن في دولة الحق والقانون التي من المفروض أن تضمن للمواطن الحق في العيش الكريم، ولسنا رهائن في يد عصابة تعتبر المواطنين عبيدا تحت رحمتها، تقصي منهم من تشاء، وتقرب من تشاء".الصورة لرئيس المجلس الحضري لمدينة اليوسفية.