* بقلم // د. عادل بنحمزة القمة العربية التي احتضنتها عمان، قد تكون مفيدة لكل شيء، وأي شيء سوى أن تكون في مستوى وأفق إنتظارات الشعوب من المحيط إلى الخليج، ولا أدري لماذا توقعت حضور القذافي وزين العابدين ومبارك..بل حتى حافظ الأسد وصدام حسين، إنها نفس القمم ونفس الأحاديث والخطب بل روح وبلا "لازمة" كما يقول إخواننا في مصر. المستفيد الوحيد من هكذا قمم، هم رسامي الكاريكاتير وبالطبع كثير من متعهدي الحفلات…، أما ما دون ذلك، فلاشيء إنها كريح حارقة، تجفف منابع الماء و الأمل، وتجدد العطش إلى الحرية والكرامة والديمقراطية.. وقد كان المغرب "موفقا" عندما خفض تمثيليته في مؤتمرات القمة العربية.. إذ أنه أضحى لا يراهن سوى على العلاقات الثنائية والعلاقة مع تكتل الاتحاد الخليجي. عندما اعتذر المغرب عن استقبال الدورة 27 للقمة العربية، برر ذلك بكونه يرفض تنظيم القمة لمجرد تنظيمها، و اعتبر أنها لا تحمل جديدا في جدول أعمالها وليس مطروح عليها اتخاذ قرارات حقيقية، بل مجرد المصادقة الروتينية على توصيات مكرورة وذلك بعد الإستماع التقليدي لخطب عصماء "تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي" حسب بلاغ لوزارة الخارجية المغربية، وأكدت الوزارة في ذات البلاغ أن المغرب "يتطلع إلى عقد قمة للصحوة العربية، ولتجديد العمل العربي المشترك والتضامني، باعتباره السبيل الوحيد لإعادة الأمل للشعوب العربية". كان قرار المغرب نافذا وتحولت القمة إلى نواكشوط، واستمر تخفيض تمثيلية المغرب، بل إن زيارة العاهل الأردني الشخصية، يبدو أنها كانت جزء من رغبة الأردن في حضور أكبر عدد من ملوك ورؤساء الدول، وعندما كان الجميع ينتظر إقلاع الطائرة الملكية في إتجاه عمان، جاء مرة أخرى قرار تمديد خفض التمثيلية، وهو ما ينسجم في الواقع مع الأسباب والمبررات التي قدمها المغرب عندما اعتذر عن تنظيم الدورة 27، وقمة عمان تؤكد كل ما جاء ساعتها في بلاغ وزارة الخارجية المغربية. لكن يبقى السؤال، هل الغياب والحضور الشكلي، يمكن أن يساعد على خروج القمة العربية ومن ورائها الجامعة العربية، من وضعية الجمود واللاجدوى التي أصبحت قناعة لدى الجميع؟ ألا يستحق الأمر مبادرات فعلية وعملية لإعادة النظر في إطار العمل العربي ككل؟ د. عادل بنحمزة للتواصل مع الكاتب: [email protected]