* العلم: من صفحة الأخيرة عن ماذا أتحدث؟ عن رجال في رجل واحد، أو في رجال متعددين في الحقول كلها: أدبا، فكرا، دراسة، بحوثا، علما ومعرفة، فكأنه آخر الفرسان في زمن الماضي القريب، أولئك الذين بصموا المغرب الحديث بكل أصابعهم نضالا وفكرا ومجاهدة وبناء ومغالبة لكل الصعاب لتأسيس وطن جديد وإنسان حديث، لذلك فلن يكون الدمع وداعا لك أيها الهرم المغربي، العربي، الاسلامي، بل هناك القلوب التي اكتسبتها والعقول التي استأثرت بها لأجيال متعددة، تكتبك وتنكتب لزمن آت، يكون بعون الله وفيا لخطاكم، لمجاهدتكم، لفكركم، لإخلاصكم، لنضالاتكم، لنظافتكم، لانتمائكم للحق والأرض والوطن. فحياك الله أستاذنا الجليل حيا ورحمك مولاي ميتا، وحيا الله تلك السيدة المناضلة رفيقة دربك التي جعلتك و لو أنك في مرحلة العد العكسي من العمر تأتينا بكتبك لتدعم المكتبة الأدبية باستمرار، وأنا الآن وسط جمع للثقافة والفكر، فالله يشهد أن هذا الجمع أهدى لك من الدعوات ما جعله يبكيني لا حزنا ولا فرحا، ولكن شكرا لله تعالى أن جعلك تخرج من هذا الجمع الصغير ومن كل الجموع التي عرفتك وعرفت عطاءاتكم المتعددة، تقدم لك هذه الهدايا الربانية التي تدمع عيوننا شكرا لله، ورجاء فيه أن يجعلك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. خناثة بنونة: عبد الكريم غلاب رجال في رجل واحد