مغاربة العالم يلومون العثماني وبنعتيق مباشرة بلاغ ناري ينتقد وعود الحكومة ويعتبرها مجرد حبر على ورق * العلم: عزيز اجهبلي وجه مغاربة مقيمون بالخارج، ينتمون إلى ثلاث جمعيات كبرى، تشتغل على قضايا «مغاربة الشتات»، الكلام مباشرة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وإلى عبد الكريم بنعتيق الوزير المنتدب المكلف بشؤون الهجرة، موضحين في بلاغ ناري، حصلت «العلم» على نسخة منه، أن ما قدمه رئيس الحكومة على أنه استراتيجية تهم مغاربة العالم، لا تعدو كونها إجراءات و برامج هي نفسها التي وعدت بها حكومات سابقة و لم يتم تفعيلها على أرض الواقع. وقال هؤلاء المواطنون المقيمون بالخارج المنتمون إلى المركز الأورو متوسطي للهجرة والتنمية وجمعية العمال المغاربة بهولندا ومؤسسة أكنراي بهولندا، إنه لا داعي لتكرار نفس الخطاب ونفس الوعود التي تبقى مجرد حبر على ورق، في حين تزداد معاناة مغاربة المهجر مع الإدارات المغربية سواء في الداخل أو في الخارج. وأضافوا أنه مع حلول كل صيف، يكثر فيه الحديث عن الهجرة و مغاربة الشتات، و تنظم ندوات و لقاءات رسمية مع بعض جمعيات الهجرة، كما يتم فيه أيضا الاحتفال بما يسمى ب»اليوم الوطني للمهاجر» في يوم 10 من شهر غشت. و في كل مرة تتظاهر فيه الوزارة المكلفة بملف الهجرة، كأن موضوع الهجرة و الإشكالات المرتبطة بها ومصالح مغاربة العالم، هي من صلب اهتماماتها، غير أن ذلك غالبا ما يصاحبه خطاب إما يتضمن وعودا مبالغا فيها و لا تتحقق على أرض الواقع، أو يطبعه ارتباك و تناقض يضع كل استراتيجية الدولة حول الهجرة موضع تساؤل. وذكرت الخلل في تحديد الأولويات و غياب برنامج واضح لدى الحكومة حول قضايا مغاربة العالم، عبر عنه الوزير المكلف بشؤون الهجرة، عبدالكريم بنعتيق، أثناء افتتاحه لأشغال المنتدى الثاني لمغاربة العالم الذي نظمته الوزارة يوم الأربعاء 2 غشت الجاري بالرباط. ومن بين مؤاخذات الجمعيات المغربية في المهجر على حكومة العثماني، غياب الإرادة الحقيقية في تفعيل فصول الدستور المتعلقة بقضايا المواطنة والمشاركة السياسية، وإشراك مواطني ومواطنات المهجر في تدبير الشؤون المتعلقة بالهجرة داخل مؤسسات الدولة. وبالرجوع إلى الفصل الخاص بالحكامة والتواصل الذي جاء في استراتيجية عمل الحكومة بخصوص قضايا الهجرة، نجد مرة أخرى تهربا واضحا من الاستجابة لمطلب المشاركة السياسية، حيث يتم الالتفاف على دور الحكومة في هذا المجال على أنه يقتصر فقط في «المساهمة في النقاش حول مشاركة مغاربة العالم في الحياة السياسية المغربية»، و «تنظيم ندوات ونقاشات حول انشغالاتهم السياسية…»، وهذا يعني غياب إرادة حقيقية لدى الدولة في توفير الآليات الضرورية لتمكين مغاربة العالم من حقوقهم في المواطنة و المشاركة السياسية كما أقر بها دستور 2011. ومن جانب آخر، ترى الجمعيات المغربية الفاعلة في ميدان الهجرة، أن التدبير الجيد لملف الهجرة والتعاطي الإيجابي مع مطالبها لا يمكن أن يتحقق في ظل سيادة عقلية تقليدية وغياب تام للديمقراطية فكرا وممارسة. وأكدت أن هناك تطورا إيجابيا في الوعي السياسي لدى مغاربة العالم، بدأ يقلب الطاولة على ما وصفته هذه الجمعيات بالسياسات الترقيعية في مجال الهجرة، و يعبر عن فشل الرؤية التقليدية التي كانت دائما تنظر إلى مغاربة العالم على أنهم مورد للعملة الصعبة وأن على «الجالية المغربية» ألا تخرج عن الإطار المرسوم لها منذ عقود، و هو الطاعة و المساهمة في ملء خزينة الدولة بهذه العملة .