قال مدير نشر مجلة «جون أفريك» فرانسوا سودون في استجواب صحافي إنه لم يكن يتوقع كل ردود الفعل التي أعقبت نشر مجلته لملف حول اعتداءات برشلونة الارهابية والتي قادته إلى اتهام المغرب بصناعة الارهاب ولذلك لم ير ضرورة للاعتذار، ونصح المسؤول عن هذه المجلة المدللة لدى كثير من المسؤولين المغاربة بأن ننظر إلى ما يجري أمامنا بكل واقعية، وأن أولئك الشباب لا علاقة لتطرفهم بالمغرب ولكنهم ولدوا في المغرب وجنسياتهم مغربية. مثل هذا الكلام الغارق في السطحية يستوجب بعض التعقيب الذي قد يفيد من يكون في حاجة ماسة إليه. أولا، لم يكن المغاربة ينتظرون اعتذارا من فرانسوا سودون أو من غيره من الذين اقترفوا أخطاء فادحة لا تقتصر على الجوانب القانونية فحسب بل أيضا تطال الجوانب الأخلاقية في ممارسة مهنة شريفة اسمها الصحافة. وفي هذا الصدد يصعب على أي جهة تفسير اقحام «العلم الوطني» في قضية تهم صناعة الإرهاب، ولا ندري مثلا ما إذا كان فرانسوا سودون يدرك ويعي جيدا دلالة ورمزية «العلم الوطني» وبالتالي خطورة توظيفه سياسيا قصد تحقيق أعلى درجات الاثارة. نعم، أولئك الشباب الذين اقترفوا تلك الجرائم الارهابية مغاربة من حيث الأصل لكنهم تربوا وترعرعوا في نفس التربة التي تربى فيها سودون، وحينما توجهوا إلى هناك كانوا أطفالا صغارا يمثلون صحفا بيضاء، وأن المجتمعات التي تربوا فيها هي التي ملأتها بالحروف والكلمات والتعابير التي أفرزتها معطيات التعليم والأسرة والشارع والإعلام هناك، وبالتالي من حقنا أن نتهم تلك المجتمعات بتحويل أطفال أبرياء إلى إرهابيين ومجرمين، وبالتالي من حقنا أن نتهم فرانسوا سودون وغيره من المشتغلين في حقول الاعلام والتربية بالمساهمة في تفخيخ أطفال يافعين بمضامين الحقد والضغينة. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected]