خص النائب البرلماني شعو الموجود قسريا بهولاندا موقع « لكم» برسالة مطولة عبارة عن شهادة حول ظروف نشأة حزب الأصالة والمعاصرة والدمج القسري لعدد من الأحزاب الصغيرة فيه والسطو على أرصدتها ومقارها ووصولا إلى الحملة التي إستهدفته شخصيا وبلغت درجة إدخال القضاء ومحاضر الأمن للزج به في شبكة لتوزيع المخدرات ، بالنسبة لي لا يسعني سوى التضامن مع السيد شعو في محنته بهولاندا ، وفي نفس الوقت إلتماس أن يتعامل القضاء مع القضية المعروضة عليه بكامل النزاهة والشفافية ، بما يضمن أن نائبا للأمة لا يجد نفسه مضطرا للجوء القسري لدولة أجنبية خوفا من غياب العدالة. بعيدا عن قضية المخدرات والتهم والتهم المضادة ، لإإن الشق السياسي من شهادة شعو يستحق وقفة تأمل كبيرة ، نظرا لأن الرجل كان شاهدا على مراحل التأسيس الأولى لحزب « البام « ، وهو أيضا واحد ممن جمعته علاقات خاصة مع مجموعة من « منظري « الحزب الجديد ، ويمكن أن نوجز أهم مرتكزات هذا الحزب في : 1. تشكيل أقطاب سياسية متحكم فيها موزع بين اليسار والوسط واليمين ، فيما يشبه الجبهة القومية التي إبتدعها حزب البعث السوري الذي يلفظ اليوم أنفاسه الأخيرة، وقيام هذه الأحزاب بمختلف توجهاتها بالسخرة والمناولة للحزب الأغلبي « البام «. 2. إضعاف حزبي الإستقلال والعدالة والتنمية، بإعتبار أن الحزبين معا تجمعهما قواسم مشتركة وتصدرا نتائج آخر إنتخابات تشريعية ، ولهما قواعد منضبطة وخاصة حزب الإستقلال الذي يعرف إنتشارا تنظيميا واسعا عبر التراب الوطني وبالتالي يصعب القضاء عليه أو إختراقه، ومنعه في نفس الوقت من تحقيق نجاحات ومكاسب سياسية من تدبيره للشأن العام من موقع الوزارة الأولى ، حيث أطلق يد الإعلام الخاص التابع للبام لتبخيس كل المكاسب الإجتماعية وكل المشاريع والإنجازات الهامة التي تحققت، مقابل رفع صوت كل الإحتجاجات وتضخيمها ونشر الأباطيل والأكاذيب لتسميم علاقة الناس بالشأن العام والقائمين عليه ، و تابعنا كيف حاول « البام « ضرب حزب الإستقلال في فاس حيث يتوفر الحزب على أغلبية مريحة ويحقق نتائج من شأنها أن تجعله في موقع التسيير الجماعي لسنوات أخرى ، ونفس الشئ تكرر في جماعات أخرى. 3. التحكم في الصحراء من خلال تقديم أنفسهم للملك على أنهم أصحاب الحل والعقد وأنه بإمكانهم التحكم في كل شبر من التراب الوطني ، حتى الصحراء التي تتميز بخصوصيات كبيرة ، وصادف الأمر في الصحراء أن هذا المخطط مستحيل التطبيق في وجود تنظيمي وإنتخابي وسياسي قوي لحزب الإستقلال ، فكان أن تجاوز « البام « كل الحدود وقامر بالوحدة الترابية من أجل تحقيق مكاسب سياسية صغيرة وقام بأعمال وممارسات أعادت قضية الوحدة الترابية إلى مرحلة ما قبل المسيرة الخضراء ولولا حكمة الصحراويين الوحدويين وفي مقدمتهم مناضلوا حزب الإستقلال ، لكان لهذا الملف تداعيات أخرى أخطر على الوطن اليوم وغدا. 4. التحكم في الأعيان ورجال الأعمال عبر التهديد وطبخ الملفات أو إخراج الملفات «القديمة»، وهنا يجدر بناء أن نتساءل كيف يحصل هذا الحزب على ملفات الناس وكيف يوضفها بالتهديد والترغيب، وعن الأجهزة التي تشتغل إلى جانبه وعلاقة ذلك بوزارة الداخلية التي كان على رأسها عالي الهمة ؟ وهو بالمناسبة أول وزير للداخلية في العالم «يغادر» السلطة ليؤسس حزبا يتموقع في « المعارضة « . 5. التحكم في وسائل الإعلام عبر شبكة من مؤسسات التواصل والإشهار وعبر التحكم في عدد من المؤسسات الإقتصادية والمالية ، وعدد من الجرائد والمجلات والإذاعات ومراكز تكوين الصحافيين ، لترويج الحملات وإستهداف الأحزاب والشخصيات والقرارات والمشاريع الحكومية، وتابعنا كيف كان بعض الوزراء ضيوفا على مجموعة من المنابر التي جلدتهم جلدا ، بمناسبة طرح مشاريع معينة وذلك كنوع من الضغط والضرب تحت الحزام . 6. ترويج مقولة حزب الملك ، وتأكيدها عبر توزيع صور ألبوم صور الهمة مع الملك على الجرائد والمجلات ونشرها بمناسبة أو بدونها لتكريس هذا الإعتقاد ،وتوظيف حضور الملك بعض الأنشطة في عدد من الأقاليم لتصويرها على أنها مساندة للهمة وحوارييه. 7. التخويف من الإسلاميين وترويج أطروحات عن الإرهاب والظلامية ، الهدف منها تقديم هذا الحزب للخارج على أنه هو الذي بإمكانه التصدي لأطروحات هذا التوجه السياسي ، وتصوير هذا التوجه على أنه بصدد الزحف على مؤسسات الدولة بما يهدد شرعية النظام السياسي ككل ...وبالتالي فهم الحزب الضرورة. 8. السطو على رمزية العشرية الأخيرة ومرحلة كم الملك محمد السادس ، من خلال مصادرة عمل هيئة الحقيقة والإنصاف وتقرير الخمسينية والمشاريع الكبرى والإستراتيجية التي هي موضع التنفيذ والإنجاز . هذه بإختصار أهم الخلاصات من شهادة السيد شعو إضافة إلى ما تابعناه بأنفسنا ولا نحتاج فيه إلى شهادات ، يبقى أن السيد شعو قد عبر عن موقفه وشهادته ، وعلى الآخرين أن يقتدوا به ، وهم كثيرون في الأقاليم والجهات وهنا في الرباط ... صدق من قال : عندما يعود البحر ، يظهر من كانوا يسبحون عراة... [email protected]