لايختلف إثنان كون برنامج أخطر المجرمين الذي اعتادت القناة الثانية على بثه ضمن شاشتها الصغيرة والذي يتطرق إلى العمليات الإجرامية التي سقط ضحيتها العديد من الأبرياء وعلى يد أناس مجرمين انعدمت فيه الانسانية يعكس الوقائع السلبية الموجودة داخل المجتمع المغربي، مع تنبيه الناشئة لمثل هذه الجرائم التي أخذ أبطالها نصيبهم من العقاب من أجل استخلاص الدروس والعبر. لكن ما يؤاخذ على هذا البرنانج هو أنه يحول هؤلاء المجرمين الى أبطال في نظر المشاهد المغربي وربما قد يحدث تقليدهم من طرف بعض الشباب الطائشين، علما أنه في أمريكا ورغم تواجد مثل هذه البرامج فإن نسبة الجريمة في تزايد مستمر. كما أن القناة الثانية ركزت في برنامج أخطر المجرمين على القتل العمد متناسية قضايا أخرى أكثر أهمية كجرائم الرشوة والنصب والاحتيال، وكذا قضايا اختلاس المال العام من لدن مسؤولين لم تطلهم بعد يد العدالة رغم أن التقارير العديدة التي خلص إليها المجلس الأعلى للحسابات أظهرت تورط أناس وشخصيات في استنزاف المال العام. كان من المفروض التطرف الى مثل هذه القضايا في الإعلام العمومي المرئي لوضع المشاهد المغربي في الصورة لما يحدث في الإدارات والمؤسسات العمومية التي أزكمت رائحتها الأنوف إضافة الى إغفال القائمين على هذه القناة أهمية البرامج الدينية التي نحن الآن وقبل أي وقت مضى في أمس الحاجة إليها في ظل اتسونامي البرامج الغربية التي تطبع بها المشاهد المغربي خصوصا بعض الشباب الذين لبسوا قبعة الغرب منسلخين من قيم دينهم الإسلامي الحنيف. وحتى لايقال عنا أننا نتحامل على إدارة هذه القناة الوطنية فإنها اجتهدت بإنجاز مثل برنامج أخطر المجرمين لكن حبدا لو خصصت حيزا من برامجها للقضايا التي تفيد المشاهد المغربي أكثر مما تفسده.