لا يتعلق الأمر بالحملة المشتركة التي قادتها القوات الإستعمارية الفرنسية بتنسيق مع القوات الإستعمارية الإسبانية ، على جيش التحرير المغربي في الجنوب وهي العملية التي عرفت «أكوفيون»، بل يتعلق الأمر بمبادرة مدنية رمرؤية لكنها رسالة بليغة لكل من يهمهم الأمر، حيث بادر منتدى فعاليات المجتمع المدني بولاية طنجة إلى توجيه نداء للمواطنين جاء فيه «بناء على ما يروج محليا بطنجة من كون أسماء اختيرت أو هي في طور الاختيار للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة،حيث أن هذا الأخبار أو الإشاعات التي ليست إعلانات رسمية, هي في الحقيقة جس لنبض الشارع والمواطنين والمجتمع المدني لترقب مدى ردة الفعل، إن منتدى فعاليات المجتمع المدني بطنجة يدعو كل المواطنات والمواطنين الغيورات والغيورين على المصلحة العامة والمطالبين بضرورة تفعيل الدستور وإنجاح الإختبار الأول في هذا التفعيل، وهو الإنتخابات التشريعية ليوم 26نونبر المقبل، بالمشاركة في التظاهرة التوعوية التي ستنظم يوم الخميس 27 أكتوبر الحالي من 6 مساء إلى 8 مساءا بساحة الأمم حاملين مكنسات (شطاطب) للتعبير بها عن ضرورة تنقية الساحة الإنتخابية والسياسية والمطالبة بترشيح وجوه جديدة تتسم بالكفاءة والنزاهة والفعالية...المرجو من الجميع التزود بمكنسة ومن لم يستطع ذلك فسيوزود بها في مكان التظاهرة» ويختتم هذا النداء بالآية الكريمة «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم. لا أعتقد أن أحدا من القراء لن تصيبه الغبطة والسعادة بفعل بهذا التوجه الذي يستمد قوته من فاعلين مدنيين وهذه مسألة مهمة، لماذا؟ ليس لأن عددا من السياسيين الوطنيين لا يطالبون بنفس الأمر، ولكن لأن الفاعل السياسي يوجد في قلب المعركة الإنتخابية، وأي مبادرة منه بهذا الشكل ستفهم بأنها مجرد تصفية حسابات وترويج للذات من خلال جلد الآخر وأن العديد من مروجي اليأس يقولون عن السياسيين ليس في القنافذ أملس , لكن الواقع يكشف أن مروجي اليأس يخدمون أجندة أصبحت مفضوحة، إذ الهدف من هذا القول هو دفع الناس إلى الإحجام عن التصويت والمشاركة السياسية في إختيار مؤسسات البلاد، بما يسهل مأمورية ما تقدمه الأحزاب المعلومة من تجار الإنتخابات، حيث يسهل عليهم الأمر عندما يرتفع عدد الغائبين عن صناديق الإقتراع، فعاليات المجتمع المدني في طنجة انتبهت إلى هذا الأمر بالكثير من الجدية والحس المواطن وهي قامت بواجبها في تنبيه الأحزاب والناخبين على السواء, ولعل رمزية المكنسة أو الشطابة تحمل أكثر من دلالة، وكل ذلك في إنتظار أن تنتقل هذه العدوة الجميلة إلى كافة ربوع الوطن. إنني من هذا المنبر أقترح تشكيل حركة «الشطابة» لأن بلادنا إجتمع فيها الكثير من القذارة السياسية تحتاج إلى تنظيف عاجل، وإلا فإن الأمر سيتطور إلى حالة وبائية لا ينفع معها علاج...