أعود للحديث عن المذيعة المصرية أماني الخياط التي غرفت ما غرفته من سباب وشتم وقذف في حق الشعب المغربي في سياق إقحام ينم عن قناعة دفينة تستند إلى رغبة أكيدة في الانتقام. وطبعا لن نقبل أن تجرنا هذه السيدة إلى النقاش المنحط الذي يؤشر على عجز كبير وفظيع في مطارحة الأفكار وإثراء النقاش العمومي، لأننا نحترم أخلاق النقاش ولذلك نؤكدها للمرة الألف تقديرنا لشعب مصر العظيم ولتاريخ هذا البلد الشامخ وللأدوار الطلائعية التي لعبها هذا القطر الشقيق في خدمة القضايا العربية والإسلامية، شعب النوابغ والعظماء والأبطال. مع ذلك إن ما اقترفته هذه السيدة والتي تراجعت عنه بإعتذار بعدما أمروها بذلك يؤشر على ظاهرة خطيرة جدا تجتاح الإعلام العربي، ظاهرة الإعلام الخدوم للأحقاد والدسائس بين الشعوب العربية، إعلام يتصبب عرقا بحثا عن إيقاظ أسباب الفتنة، إعلام يجتهد فيه بعض الصحافيين في التطوع لخدمة أجندة سياسية خبيثة جدا، وكم كان المشهد يدعو إلى الشفقة على أوضاع الإعلام العربي حينما غير كثير من الصحافيين العرب في الأقطار العربية التي عاشت ربيعا عربيا لم يكتمل مع الأسف، محابرهم التي يغرفون منها مدادهمرالمسموم ورموا بعيدا بالأقلام التي كانوا يكتبون بها وتحولوا إلى قادة للتغيير والثورات!!!!، ولعل أماني الخياط أحد الوجوه البارزة من هذه الكتائب المتنقلة بين ألوان طيف خدمة الأجندات، لأنها بحديثها السيء عن شعب بأكمله كانت تعتقد أنها تخدم خيارات وتوجهات السلطة المصرية تجاه المجازر المقترفة في غزة الصامدة. يدرك الشعب المغربي أن هذه السيدة لا تمثل شعب مصر العظيم وقواه الثقافية والسياسية والنقابية والحقوقية ولا تمثل موقف الحكومة المصرية، بل إنها لا تمثل حتى نفسها لأنه ليست لهذه النفس مواقف ثابتة تصلح للقياس عليها. لذلك شخصيا لم أهتم بإعتذارها ولا بتوسلها مستنجدة بكتابات عابد الجابري وهي جاهلة تماما برصيد هذا الهرم في الفكر العربي، ولا أشفق على الوضع المأسوي الذي وضعها فيه لسانها الطويل.