سجل للاعب البرتغالي اللامع رونالدو في السابق رفضه مد يده لمصافحة لاعب كرة إسرائيلي بعد نهاية المباراة، وخاطبه قائلا: «أنا لا أصافح القتلة» وسجل لهذا الرياضي الكبير في السابق أيضا بيعه لأحذيته الرياضية في المزاد العلني وخصص مدخول هذه العملية لتمويل أعمال خيرية، واليوم يصر هذا الإنسان الرائع أن يخصص مبلغا ماليا محترما كان قد فاز به من حصوله على أحسن لاعب في العالم للمساهمة الفعلية في دعم صمود غزة التي تتعرض لأبشع مظاهر حرب الإبادة وإلى أفظع الجرائم ضد الإنسانية. رونالدو رياضي لامع ولاعب ماهر قل نظيره كان بإمكانه أن يدير ظهره كما فعل الكثيرون من الرياضيين والفنانين ورجال ونساء الأعمال بمن فيهم العرب والمسلمون، رونالدو كان بإمكانه أن ينتهز الفرصة للتودد للأوساط الصهيونية كما فعل غريمه ميسي الذي أهدى شيكا بمبلغ مالي جد مرتفع لدعم العدوان على غزة، ورونالدو يعلم كما نعلم نحن حجم تأثير هذه الأوساط الصهيونية في اتخاذ القرارات حتى في المجال الرياضي، ولكن كريستيانو رونالدو الإنسان تغلب على كريستيانو رونالدو الآخر، وأعلن ما أعلن من مواقف واتخذ ما اتخذ من قرارات لنصرة الحق ومناهضة الظلم. ما كنت لأقولها بكل هذه الصراحة... مواقف بهذا الحجم والمنسوب من الإنسانية من رجل كان يمكن أن يحتمي في التجاهل واللامبالاة حفاظا على المصالح، تدفعنا إلى إعلان احترامنا الكبير لرونالدو، الرياضي والإنسان.