وضع خمسة محامين أول أمس الأربعاء 23 يوليوز 2014 شكاية ضد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة في شأن ما أسمته الشكاية بالسب والشتم والتمييز بسبب الجنس أمام السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بالرباط وذلك لفائدة رئيسات ورؤساء العشرات من الجمعيات النسائية والحقوقية بصفتهم الممثلين القانونيين لهذه الجمعيات. وأكدت مصادر عليمة الاطلاع أن هذه الشكاية التي وضعوها بمحكمة النقض بالرباط أتت على إثر تصريحات السيد رئيس الحكومة خلال الجلسة الشهرية المنعقدة بتاريخ 17 يونيو 2014 بمجلس المستشارين والتي تناولت موضوع قضايا وانتظارات المرأة المغربية في برامج وسياسات الحكومة. وأضافت المصادر ذاتها أنه بالرغم من تنديدات واستنكارات جهات واسعة من المجتمع وخصوصا الهيئات المدنية منه كان آخرها الاحتجاج الحضاري الذي عبرت عنه مجموعة من البرلمانيات داخل المؤسسة التشريعية بتاريخ 8 يوليوز 2014، فإن مؤسسة رئاسة الحكومة لم تأخذ على عاتقها حتى عناء الإعتذار لما صدر عنها. وأوضحت أن تصريحات رئيس الحكومة لقيت تبريرات واسعة لقياديين منتمين لحزب رئيس الحكومة بمن فيهم العديد من الوزراء وعمدوا إلى تمجيدها عوض الذود عن القانون والعمل على احترامه كما يفترض في انتداباتهم. وذكرت أن هذا النوع من التصريحات أصبح نوعا من الايديولوجيا المستعملة بشكل قصدي لتعميق انقسام المجتمع المغربي وإرضاء تيارات معينة، وتعد انتهاكا للدستور وخرقا للقانون كما أنها تكرس التمييز وتمس بكرامة النساء عموما والأمهات العاملات بشكل خاص. وأكدت على اتخاذ الإجراءات وتدابير إدارية وقضائية تصل إلى الاستقالة أو الإقالة في الدول التي تحتكم للحق والقانون أو على الأقل الاعتذار لجبر الضرر. وعمدت هذه الجمعيات إلى مقاضاة رئيس الحكومة على تصريحاته لتفعيل المساءلة والمحاسبة ودولة القانون، حسب المصادر ذاتها التي قالت إن هذه الجمعيات تعتزم تنظيم ندوة صحفية حول الموضوع اليوم الجمعة 25 يوليوز بالرباط. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة صرح أمام مجلس المستشارين قائلا: «إن هناك مشكلا في دور المرأة في المجتمع المعاصر، فإذا كنتم تريدون أن نتأسى بما يقع في أوروبا بدورها كأم، المرأة لم تعد تجد الوقت لكي تتزوج أصلا ولكي تربي أولادها،لماذا لانعترف بهذا الدور المقدس الرباني الذي خلق الله سبحانه المرأة مؤهلة له... ألا تعلمون أن النساء لما خرجن من البيوت انطفأت البيوت،أنتم لاتعرفون هذا لأنكم عشتم في بيوت فيها «ثريات» لاتعيبوا عنا أننا نأخذ البعد الأسري، وإن كان هذا خطأ فإننا نتبنى هذا الخطأ».