تقود العشرات من الجمعيات المدنية الاسبانية والدولية هذه الأيام بمدريد، حملة تنديدية حامية الوطيس ضد ممثلي البوليساريو باسبانية ومن يدعهم من السياسيين الإسبان، وذلك من اجل الحد من المتاجرة بأطفال المحتجزين الصحراويين بمخيمات تندوف، بعد تحريف المبدأ السليم لهذه المبادرة وهو تخفيف قساوة العيش عن اطفال المخيمات خلال موسم الحر في المخيمات. تناقلت بعض الجرائد الاسبانية يومي السبت والأحد الماضيين، تفاصيل الوقفة الاحتجاجية التي عاشتها ساحة مدريد الشهيرة والتي عرفت مشاركة عشرات الفعاليات الحقوقية الاسبانية ومناضلين صحراويين طالبوا بوقف استعباد صحراوي المخيمات واطفالهم في احقر لعبة سياسية، وطالب المتظاهرون ايضا توقيف بعض ممثلي الجبهة باسبانيا منهم المدعوة فاطمة ابراهيم، و الكشف عن مصير المنح والمساعدات التي يتلقاها هؤلاء الممثلين عن بلديات اسبانية وجمعيات حقوقية اسبانية، ملتمسين من القضاء الاسباني رفع تحقيق حول الفضائح المالية التي يقترفها هؤلاء الممثلين فوق التراب الاسباني. في تصريحه لجريدة العلم هذا الصباح ، ندد المناضل الوحدوي مصطفى سلمى المبعد قصرا إلى موريتانيا، بهذا التوظيف السافر لبراءة أطفال معزولين عن اولياء امورهم ، و لا يميزون بين رمز البوليساريو و العلم المغربي، في قضايا سياسية تفوق قدرة وعيهم بالأمور المحيطة بهم، وتلقينهم شعارات سياسية لا يعون منها شيء ، مضيفا ان اللوم لا يلقى بالدرجة الأولى على جبهة البوليساريو طالما تواجدها مرهون بالاسترزاق من هكذا برامج، والترويج الدولي لقضيتها هو الأوكسجين الذي تتنفس به، لكن اللوم كل اللوم يلقى على عاتق الحكومة الاسبانية التي تقبل باستغلال الاطفال في نزاعات دولية فوق ترابها دون اقصاء مسؤولية المنظمات الحقوقية الدولية والمجتمع المدني الاسباني ايضا، مفيدا ان جل الجمعيات المدنية الاسبانية التي تنخرط في هذا البرنامج الانساني، تنتفع هي الاخرى من هذه المنظومة الاسترزاقية على حساب اطفال المخيمات، بعد تحوير أهداف مثل هذه البرامج للطفولة والحقوقية الى استغلال سياسي ومادي صرف، عوض جعلهم يستمتعون بعطلة صيفية مليئة بالأنشطة الثقافية والرياضية والاستجمام المطلق بعيدا عن حر ارض لحمادة وشعارات القيادة. في اطار المتابعة الاعلامية التي خصصتها جريدة العلم لبرنامج " العطلة في سلام" التي تشرف عليه البوليساريو، والذي لقي عدة انتقادات هذه السنة باسبانيا كانت جريدتنا سباقة لنشر تحقيق في الموضوع، كان احد مصادرنا في مدريد وهو ناشط حقوقي مهتم بقضية الصحراويين، أنه خلال حفل استقبال وفد من اطفال المخيمات باحدى البلديات اعطت اللجنة المكلفة بالبرنامج الكلمة لأحد ممثلي البوليساريو امام رئيس البلدية وفعاليات مدنية وحشود من الحاضرين من افراد الاسر المضيفة لهؤلاء الاطفال، تفاجئ المكرم بإلقاء الكلمة، بحشود الحاضرين بما فيهم رئيس البلدية يستديرون بوجوهم عنه نحو الخلف، وترك جلهم القاعة الى أن اتم كلمته، في ردة فعل عنيفة على اختلاسه لمساعات مالية كانت البلدية قد منحتها له باسم البرنامج الصيفي. حاولنا الاتصال بهذا المصدر حتى نتأكد من اسم هذا الممثل ومن الاسم البلدية، لكن تعذر الاتصال لظروف لها علاقة بتواجد هذا الناشط في عطلة صيفية، وسنوافي قراءنا بكل المعلومات فور توصلنا بها حتى نواصل فضحنا المستميت للمسترزقين بمعاناة اخواننا المحتجزين في المخيمات.