يمتد إقليمبركان الذي تم إحداثه خلال تقسم 1994 على مساحة تقدر ب 1985 كلم 2، يحده شمالا البحر الأبيض المتوسط وشرقا الحدود المغربية الجزائرية وعمالة وجدة -أنجاد ، وغربا إقليمالناظور وجنوبا إقليم تاوريرت. وتأسست مدينة بركان التي تحتضن مقر العمالة في بداية هذا القرن على أنقاض قرية سيدي أحمد أبركان نسبة إلى العلامة الشيخ سيدي محمد بن الحسن بن مخلوف الراشدي الذي توفي سنة 868 ه. ويبلغ عدد سكان الإقليم حوالي 320 ألف نسمة منهم حوالي 180 ألف بالوسط الحضري و 130 ألف بالوسط القروي. وكان وراء التوسع العمراني للمدينة عدة عوامل من أهمها شساعة وغنى تربة سهول تريفة وتوفرها على تجهيزات هيدرومائية تزود انطلاقا من سد محمد الخامس وسد مشرع حمادي. ◘ السكان: خلال العشر سنوات الأخيرة عرف السكان الحضريون تزايدا ملحوظا نتيجة حركات الهجرة القروية وتوافد اليد العاملة على الإقليم، الشيء الذي أدى إلى استفحال ظاهرة الفقر والبطالة، وأصبح بذلك عدد ساكنة الحاضرة يتعدى عدد سكان القرى.. التشغيل: يبلغ عدد السكان النشيطين العاملين 56,180 نسمة أي 23% من ساكنة الإقليم وهي أدنى نسبيا من المعدل الجهوي (( 28,7% والوطني (( 32,2% .. وتتوزع هذه النسب بين العالم القروي والحضري بصفة شبه متوازية. إلا أن مساهمة المرأة في الحياة العملية تبقى ضعيفة مقارنة مع الرجل (9% مقابل 91% ). الشبكة الطرقية والملاحة التجارية: تمتد الشبكة الطرقية على طول 750 كلم منها 292 كلم معبدة أي ما يعادل 50% من مجموع الطرق بالإقليم .. وقد هذا ومازالت العديد من المناطق بالإقليم تعاني هشاشة البنية التحتية لعدد من الطرق التي شيدت في عهد الاستعمار، ولم تتم إعادة النظر فيها أو إصلاحها على الأقل.. الماء الصالح للشرب: على المستوى الهيدروغرافي يوجد إقليمبركان ضمن حوض ملوية، بحيث إن مياهه السطحية تتكون أساسا من واردات واد ملوية التي تتجمع في أحواض السدين محمد الخامس ومشرع حمادي، هذه المنشآت تغذي القناة الرئيسية لتريفة التي تستعمل مياهها في السقي وتوفير مياه الشرب لمدينة أبركان: 280لتر/ ث، أضف إلى ذلك أن مصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب تعمد على استغلال النابطات المائية من خلال عشرات الثقوب التي تمكن من إنتاج 600 ل/ث، إلا أن بعض الجماعات القروية ما زالت تعاني الأمرين مع النقص في مياه السقي والشرب... ! المجال الفلاحي في تحسن السنة الجارية : تشكل الفلاحة النشاط الاقتصادي البارز بالإقليم نظرا لتواجده بسهل تريفة وتوفره على نهر ملوية. وقد عرف الموسم الفلاحي خلال السنوات الماضية تراجعا ملحوظا بسبب ضعف التساقطات المطرية، مما أثر سلبا على المنتوجات الفلاحية والغطاء النباتي ... وتبلغ المساحة الإجمالية المغروسة بالإقليم حوالي 103347 هكتار. وحسب إحصاء المكتب الجهوي والمديرية الإقليمية للفلاحة، فالإنتاج الحيواني يقدر ب 40300 رأس غنم، 1490 رأس بقر، و 13700 رأس ماعز ... وعن إنتاج الحبوب فقد عرف انخفاضا ملحوظا خلال السنتين الأخيرتين بسبب الجفاف وهجرة الفلاح إلى المدن بحثا عن ظروف العيش الكريم... المجال السياحي في حاجة إلى تقويم المؤهلات الطبيعية: يتوفر الإقليم على نسيج سياحي متنوع، ويتشكل من مؤهلات طبيعية مختلفة ويتوفر الإقليم على مؤهلات سياحية هامة منها: شاطئ الجوهرة الزرقاء (السعيدية) الذي تستغل رماله استغلال عشوائيا بنهب رماله من طرف أشخاص بسطوا مقاهيهم فوق الشاطئ . ومغارة الجمل بزكزل ومغارة الحمام بتافوغالت، ومحميات بغابات بني يزناسن ومصب ملوية والحمامات المعدنية بفزوان.. المجال البيئي مهدد بسبب عدم تأهيل قطاع التطهير و النظافة : لم يحظ مجال البيئة بالإقليم بأي رعاية من طرف السلطات المركزية، ويعتبر مشكل النفايات الصلبة والسائلة بالنسبة لأغلب الجماعات مشكلا يؤرق المسئولين . بالإضافة إلى ذلك تعرف كل الجماعات مشاكل عويصة فيما يخص قطاع التطهير، بحيث إن جلها لا تتوفر على تصميم مديري للتطهير.. و ما تتعرض له البيئة من إتلاف ونهب لخشب الأشجار بعدد من الجماعات القروية التابعة للإقليم خير مثال لذلك كما يحدث بجماعتي تافوغالت و رسلان ، تساهم فيه بالدرجة الأولى أيادي خفية مما شوه الفضاء البيئي، وبين الفينة والأخرى يلجأ الساهرون على تسيير الشأن الجماعي إلى بعض الترقيعات والإصلاحات الموسمية، وهي تزويقات لا تنفع السكان في شيء، في حين يجد فيها المشرفون على الشأن المحلي منافذ وأبواب لإهدار المال العام دون الاقتراب من الأمور الأساسية في تنمية الجماعة والمرتبطة عن قرب بالمواطن من قبيل تشجيع الاستثمار لا إجهاضه وكهربة الدواوير وإيصال الماء الشروب إلى السكان. وهكذا يمكن القول لهؤلاء أن التنمية الحقيقة تتحقق بالاهتمام بالجوهر لا بالمظاهر.