كل فترة وأحيانا كل يوم يظهر لنا مصطلح جديد ويدخل قاموس اللغة، حيث القواميس فقيرة أحيانا في ما هو خارج الطبيعة وخارج المألوف. مرة ظهرت كلمة الفدائيين ولأنها غير موجودة في القاموس اللاتيني فقد تم تثبيتها في القواميس الغربية بإسم فدائيين وليس كوماندوس فالفدائي غير الكوماندوس وهم يعنون بالفدائي "الإنتحاري". مرة القى ياسر عرفات كلمة في دمشق لمناسبة ذكرى إنطلاق الثورة الفلسطينية وكان يكرر في كلمته "الحياة أو الموت" وعندما أنهى كلمته جاء دور سكرتير الحزب الشيوعي القبرصي لإلقاء كلمته، وقال أني أطلب من الأخ ياسر عرفات أن لا يستعمل تعبير "الحياة أو الموت" بل عليه القول "الحياة أو الحياة" وصراحة هنا تكمن مسألة التحضر. بعد حين ظهرت في قواميس اللغة كلمة "القاعدة" ولم تترجمها قواميس الغرب بل تركتها تكبت كما هي بالحروف اللاتينية "الكائدة" لأنها أيضا من وجهة نظرهم كلمة خاصة وتعني "الإنتحاري" وهذه الكلمة هي أيضا غير محببة في قواميس الغرب. اليوم يتناقل الناس وتتناقل قواميس اللغة تعبير "داعش" وأيضا كتبت الكلمة في صحافة الغرب وفي القواميس "دائيش" وتعني عندهم الشخص "الإنتحاري". وتعبير الراحل ياسر عرفات صححه رجل السياسة في الغرب وطلب منه أن لا يستعمل كملة "الموت" وأن يبدلها بكلمة "الحياة" الحياة أو الحياة إذ لا بديل عن الحياة. لعبة داعش والداعشية والدواعش هي لعبة الموت ولعبة التدمير ولعبة الذبح اللا بشري ولعبة الإنتقام اللا إنساني، صنعها الإعلام وأغوى بها شباب لا أفق لهم ولا مستقبل لديهم. فهم يهربون من الموت إلى الموت ومن القتل إلى القتل ومن اللصوصية إلى اللصوصية. لا علاقة للإسلام بداعش ولا علاقة لداعش بالإسلام. ولو كانت الرسالة الإسلامية تريد داعش لتنبأت بها ولكتبت في آيات الله .. ولذا يصح عليها القول "ما أنزل الله بها من سلطان". يا شباب المغرب ويا أيها الشباب العربي، ما عليكم سوى أن تسخروا من هذه المصطلحات وترفضوا تعبير "الحياة أو الموت" بتعبير "الحياة أو الحياة" وأن تنبذوا العنف فغاندي أنتصر بالسلام والهند أنتصرت بغاندي وأمريكا إنتصرت بمارتن لوثر كنغ حتى في أكثر المراحل عنفا عندما كان الأبيض ينكل بالأسود قال مارتن لوثر كنغ لأبناء قومه: إذا أردنا أن نطبق قانون العين بالعين فسوف نتحول إلى مجتمع من العميان! سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا [email protected]