وضع الإحصاء أوزاره في الشق الأول من رهان استراتيجي كبير ووازن، وسينتقل إلى مرحلته الثانية التي لن تقل أهمية عن الأولى إن لم تكن تتعداها، ويتعلق الأمر بمرحلة معالجة الاحصائيات والأرقام والمعطيات والحقائق المستقاة من مواقعها. طبعا، كسبت المندوبية السامية للتخطيط لحد الآن رهان المرحلة الأولى التي حققت منسوبا مرتفعا من النجاح، وتمكن الجنود الحقيقيون الذين توزعوا في كتائب شجاعة واخترقوا الزقاق والدروب، وانتقلوا إلى الأرياف بهضابها وجبالها، بمسالكها الوعرة، تحملوا ما تحملوه من متاعب وصعوبات وفي بعض الأحيان حتى إهانات، وهناك الشهداء منهم الذين كتب الخالق لهم أن يسلموا الروح لباريها، شهداء عمل وطني سيكتب لهم في حسنات أعمالهم إن شاء الله. لكل هؤلاء الجنود الذين تجاوز عددهم السبعين ألف إمرأة ورجل نرفع لهم تحية التقدير والاحترام والعرفان، من مختلف مشاربهم المهنية، وخصوصا من نساء ورجال التعليم الذين نلتجئ إليهم كقوة عمل حقيقي احتياطية كلما قررنا رفع تحدي من التحديات. لابد أن نمتلك شجاعة الاعتراف، ونسجل للمندوبية السامية بكل طواقمها ، بجميع العاملين فيها، هذا العمل الناجح، طبعا، لا يمكن أن نتحدث عنه في إطار الكمال والمثالية، فلكل عمل إذا ما تم نقصان، ولكن يحق لنا أن نفتخر بما تم إنجازه في آجاله المعلنة، وهو عمل تطلب شهورا من الجد والكد. لكل الذين ساهموا في ضمان شروط نجاح هذا الاستحقاق.. نقول لهم شكرا.