نددت الجزائر، اليوم الخميس، ب"تصعيد" المغرب الذي كان طالب بفتح تحقيق في حادث وقع مؤخراً على الحدود بين البلدين. وقال وزير الخارجية الجزائري، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الجزائرية "لقد تم الإعلان عن وجهة نظر الجزائر (حول هذا الحادث) ونحن نكتفي بذلك، أما الباقي فما هو سوى استراتيجية رديئة للتصعيد وزرع التوتر، ويعتبر هروباً إلى الأمام لا يخدم مصالح الجوار، ولا مصالح أي بلد آخر". وأضاف لعمامرة، إثر اجتماع مع وزير الخارجية السنغالي مانكور ندياي، "إن الجزائر ليست مسؤولة عن الجروح التي لحقت بمواطن مغربي في الجانب الأخر من الحدود". وجددت المملكة المغربية، الثلاثاء الماضي، مطالبتها بفتح تحقيق في إطلاق الجيش "الجزائري النار على مدنيين مغاربة قرب الحدود". وقال لعمامرة اليوم الخميس، بخصوص هذا الحادث الذي تسبب ب"وابل" من التعليقات "السلبية للغاية وغير المقبولة" بشأن الجزائر أن هذا الأمر "مبالغ فيه وتافه". وكان المغرب قد ندد في أكتوبر، بإطلاق الجيش الجزائري النار عند الحدود، ما أدى إلى اصابة مواطن مغربي، وطالب الجزائر ب"توضيحات" بشأن هذا "الحادث الخطير"، واستدعى السفير الجزائري بالرباط مطالباً باحالة مطلق النار على القضاء. لكن الجزائر حسب زعمها أعربت عن "رفضها القاطع للرواية (المغربية) المغلوطة" للحادث والاستغلال "السياسي والإعلامي المبالغ فيه من قبل الطرف المغربي". وحسب رواية الخارجية الجزائرية الكاذبة فإن "ما حدث هو أن دورية حرس الحدود التي استهدفت في ذلك اليوم برشق بالحجارة من طرف مجموعة من المهربين المغربيين، ردت بطريقة مهنية كعادتها، بإطلاق رصاصتين في الهواء، ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن تتسبب في جرح أي شخص من الأشخاص المشاركين في هذا الفعل الاستفزازي". والحدود البرية البالغ طولها 1500 كلم بين البلدين، اللذين يضمان أكثر من 70 مليون نسمة مغلقة منذ 20 سنة. وللإشارة فإن العلاقات بين الجزائر والمغرب متوترة، ما يعرقل سير اتحاد المغرب العربي الذي يضم أيضا ليبيا وتونس وموريتانيا، وهذه العرقلة من الجانب الجزائري فقط. وكانت الجزائر، قد قررت تعزيز دورياتها وإقامة خنادق وادعت أنها لمحاربة تهريب النفط الذي يغزو الجهة الشرقية للبلد الجار. يذكر أن المغرب بدأ بإقامة "سياج" على حدوده الشرقية مزود ب"لواقط الكترونية" بهدف "الوقاية من التهديدات الإرهابية" وكذا منع تسريب الأفارقة الذين تتاجر بهم الجزائر وكذا منع تهريب النفط والحبوب المهلوسة "القرقوبي".