تداولت أوساط إعلامية جزائرية باهتمام كبير جدا خبر إرسال المغرب لتعزيزات عسكرية مهمة إلى جزء من حدوده مع الشقيقة الجزائر، وأغرقت هذه الأوساط هذا الخبر في بحر من التحليلات والتعاليق، بيد أن إعلام جبهة البوليساريو الانفصالية يرى أن إرسال هذه التعزيزات يأتي ردا على المناورات العسكرية التي أجرتها الميليشيات العسكرية التابعة للبوليساريو خلال الأيام القليلة الماضية في موقع قريب من الجدار الأمني. وتؤشر المعطيات الدولية أن إرسال الرباط لتعزيزات عسكرية تتكون من 1400 جندي وفريق من الطيارين المتمكنين، خلف قلقا حقيقيا لدى الأوساط الرسمية الجزائرية التي ترى في هذا القرار حسب ما تداولته أوساط إعلامية جد مقربة من المؤسسة العسكرية المتحكمة في القرار الجزائري استفزازا للجزائر، وردا واضحا من الرباط لما نسب للجيش الجزائري خلال الفترة الأخيرة من اعتداءات طالت مواطنين مغاربة مدنيين وممتلكات خاصة. والواضح أن إرسال التعزيزات العسكرية المغربية يحقق أهدافا متعددة للمغرب، أولا برأي الخبراء فإن إيفاد هذه التعزيزات يهدف أولا إلى تعزيز حماية التراب المغربي من أي تسرب محتمل لعناصر إرهابية عبر التراب الجزائري وقد تكون قادمة من ليبيا التي تعيش حالة انفلات أمني حقيقي أو من الجزائر نفسها ، فقد تنجح التدابير الأمنية الجزائرية في تشديد الخناق على هذه العناصر وتفكر في الهروب نحو المغرب، ثم إن هذه التعزيزات تمثل جوابا صريحا من المغرب على التهديدات التي ما فتئ قادة جبهة البوليساريو يطلقون لها العنان بالعودة إلى حمل السلاح وشن الحرب، وإن هذا القرار يريد أن ينهي هذا الموضوع بصفة نهائية، بأنه يؤكد أن المغرب مستعد لجميع الاحتمالات ثم إن الهدف من وجود هذه التعزيزات يكمن أيضا في التخفيف من تكاثر المهاجرين السريين الذين يتسللون بالآلاف من الحدود مع الشقيقة الجزائر.