الخبر الذي عممته وكالة المغرب العربي للأنباء يقول إن فريق قناة 24 الفرنسية ضبط في فيلا بالرباط بصدد تصوير برنامج تلفزي دون إذن، بيد أن الفريق الذي يعد البرنامج والضيوف الذين شاركوا في البرنامج المذكور يؤكدون أن البرنامج كان يصور في أحد فنادق الرباط. من هو الكاذب من الطرفين؟ الجواب عن هذا السؤال سيكون له تأثير بالغ في تحديد الموقف النهائي مما حدث في هذه الواقعة. من المفروض أن نصدق الخبر الذي نقلته حمالة الحطب (وكالة المغرب العربي للأنباء) ونتصور أن الزميل جمال بودومة استقدم سرا ضيوفه، سناء العاجي وأحمد السنوسي وخالد بوكدار. وتسللوا جميعا خلسة إلى إحدى الفيلات الفاخرة، وكان الفريق التلفزي التقني قد وصل قبلهم خلسة أيضا، وبدأوا في تصوير الحلقة سرا، ولم تكن الحلقة تتطرق إلى الضحك ولكن تواترت معلومات مؤكدة لدى الأجهزة الأمنية بأن الحلقة كانت تتطرق إلى إسقاط النظام في المغرب. في حين كل ما قالته سناء وخالد وبودومة كذب وافتراء وتضليل. أمر مخجل حقا أن يقع ما حدث أصلا، فلم يكن من مبرر أصلا لإقدام السلطات العمومية على هذا الحادث البئيس، اللهم أن الصحافيين والضيوف استخدموا حطبا في النيران الملتهبة في العلاقات المغربية الفرنسية، فقناة فرانس 24 مرخص لها للعمل في المغرب، وجمال بودومة صور العديد من حلقات هذا البرنامج، وأن كثيرا من المسؤولين الرسميين المغاربة وضمنهم وزراء في حكومة بنكيران شاركوا في هذا البرنامج، وكان ولايزال يصور بنفس الشروط ويشتغل في نفس الإطار. نعم، البلاد بصدد مراكمة مكاسب في مجال الحريات وحقوق الإنسان، ولكن خطأ بئيساً من هذه الطبيعة يفقدنا كثيرا من الاعتبار، والمصداقية ويقضي على جزء كبير مما تراكم من مكاسب.