لم يجد المدعو محمد سيداتي العضو القيادي البارز في جبهة البوليساريو الانفصالية من رد أو تعقيب حول ما صرحت به نائبة رئيس المفوضية الأوروبية المكلفة بالميزانية والموارد البشرية السيدة كريستالينا جورجيفا أمام البرلمانيين الأوروبيين غير القول بأن ذلك يهدف إلى »تشويه اللاجئين الصحراويين«. نعود إلى جوهر القضية لنعرف الجهة التي تسيء فعلا للصحراويين، هل الجهة التي تكشف عن وجود فساد في المساعدات التي توجه لسكان المخيمات في تيندوف، أم الجهة التي تقوم باختلاس هذه المساعدات وتحويل اتجاهها، وبيعها والاستفادة من عائداتها؟ المسؤولة الأوروبية قالت إن الاتحاد الأوروبي »عمد إلى اتخاذ سلسلة من التدابير للحد من التحويل المكثف والمنظم لمسار المساعدات الموجهة للاجئين في المخيمات«. واعتمدت المسؤولة الأوروبية في حديثها عن تقرير صادر عن المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال الذي كشف »عن أن الجزائر والبوليساريو تقومان منذ سنة 1991 بتحويل جزء كبير من المساعدات الدولية المخصصة للسكان بمخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، حيث لا يتم توزيع سوى القدر الذي يمكن سكان المخيمات من البقاء على قيد الحياة«، فمن يشوه اللاجئين في مخيمات لحمادة؟ إذا كان هؤلاء اللاجئون هم الذين يقومون باختلاس جزء كبير من المساعدات وتحويلها وبيعها هي الجزائر وموريطانيا ومالي، فإنهم فعلا يشوهون سمعتهم ويلطخونها. الحال أن تقرير الاتحاد الأوروبي يتهم المسؤولين في الجزائر وفي البوليساريو بهذه الجريمة النكراء التي يتجرأ البعض على سرقة لقمة عيش سكان ألقت بهم حسابات السياسة في مخيمات تفتقد إلى أبسط شروط العيش، ويبيعونها في السوق السوداء ويراكمون بسببها ثروات طائلة مخزنة في الخارج. إن التقرير يدافع عن اللاجئين ولا يسيء إليهم، وأن القول بأن التقرير يسيء إلى اللاجئين هو محاولة تافهة وبئيسة للتستر على المجرمين الحقيقيين.