توج فيلم ( إطار الليل ) لمخرجته طالا حديد بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطني بطنجة في دورته السادسة عشرة والذي امتد من 20 فبراير 2015 إلى غاية 28 منه.والفيلم يحكي عن الشاب" زكرياء " المغربي العراقي من المهجر الاوروبي ، جاء إلى المغرب بحثا عن أخيه الذي هاجر للقتال في العراق ، وانقطعت أخباره في جحيم الحرب. تضعه الصدفة مع مأساة طفلة في قبضة عصابة للإتجار بالبشر كانت تنوي بيعها في أوروبا، يخلصها ويودعها لدى صديقة أوروبية مقيمة بإيفران. من أجل فك لغز الاختفاء المفاجئ لأخيه في مستنقع الحرب العراقية، لا يتردد زكرياء في خوض الرحلة الخطرة، الى تركيا ثم الى العراق. رحلة في المكان ورحلة أعمق في جوهر الكيان البشري، في علاقته مع الألم، في سعيه الى السعادة، في نزعة التدمير وزرع الشقاء عبر العالم. فيما حصل فيلم (جوق العميين ) لمخرجه محمد مفتكر على جائزة الأخراج ، أما جائزة العمل الأول فقد حصل عليها الفيلم الذي أثار ضجة بمهرجان مراكش و المعنون ب ( كاريان بوليود ) ، وقد حصل فيلم (نصف سماء ) عبد القادؤ لقطع على أحسن سيناريو وأيضا علىجائزة الأندية السينمائية ، ويحكي الفيلم عن سنوات السبعينات حين اعتقل الشاعر عبد اللطيف اللعبي بسبب مواقفه و آرائه ، يتم تعذيبه والحكم عليه بالسجن لأربع سنوات ، فيما زوجته جوسلين المدرسة للغة الفرنسية تحاول أن تناضل من أجل إطلاق سراحه ،أما جائزة أول دور نسائي فكانت للممثلة الرائعة أمل الأطرش عن دورها في فيلم " دلاس" ، وعادت جائزة أحسن دور رجالي للممثل " عزيز داداس " عن دوره في " دالاس " لمخرجه محمد علي المجبود ، بينما عاد أحسن دور ثانوي نسائي ورجالي على التوالي لكل من " هدى الريحاني " في فيلم (عايدة) و " عادل أبا تراب " في دور له بفيلم (كاريان بوليود )، بينما حصل "كزافي كاسطرو " على جائزة أحسن تصوير في فيلم " عايدة " وجائزة الصوت لكريم الوندة في فيلم " الشعيبية " ، وجائزة المونطاج للفنانة " مريم الشادلي " في فيلم " عايدة " ، والموسيقى الأصلية لفيلم " جوق العميين " لمخرجه محمد مفتكر " . . و قد أكد رئيس لجنة التحكيم الروائي محمد برادة في كلمته أن بعض الأفلام التي عرضت في المسابقة الرسمية تفتقر إلى السينما وتنهل بشكل كبير من التلفزيون ، كما تفتقر إلى المقومات الفنية والسينمائية مما اضطرت لجنة التحكيم من حجب جائزة لجنة التجيم لهذه الدورة ، كما نوه بالجمهور العاشق للسينما بمدينة طنجة . أما الجائزة الكبرى للفيلم القصير والسيناريو ، فقد عادت لفيلم (حوت الصحراء ) لمخرجه علاء الدين الجم ، ويحكي عن ابن يحلم بأن يصبح صيادا في جنوب الصحراء و الذهاب إلى البحر ، لكن أبوه حفار القبور لا يفهم رغبة ابنه في ترك أرضه و أمه المريضة التي تريد أن ترى عائلتها سعيدة ومجتمعة . هي قصة إذن بين أب وابنه في حاجة إلى فراق من أجل اللقاء مجددا ، في حين عادت جائزة لجنة التحكيم لفيلم " رحلة في الصندوق " لمخرجه أمين صابر المقيم بفرنسا . وعادت جائزة النقاد لفيلم (إطار الليل ) لمخرجته طالا حديد ، بينما منحت جائزة الفيلم القصير أيضا لفيلم (حوت البحر ) لمخرجه علاء الدين الجم ، و اعتبرت اللجنة اللجنة المكونة من نور الدين محقق رئيسا وعضوية كل من صباح عبد الخالق وعبد العالي معزوز ومحمد البوعيادي ، بارتفاع وتيرة الانتاج السنوي وتستقبل بآمال عريضة تجديد نخب المبدعين بانخراط شباب واعد يعتبر لا محالة ضمان الاستمرارية و رهان التجديد والتحديث في الابداع السينمائي المغربي ، كما سجلت في الآن ذاته رؤى إبداعية إن على مستوى طروحاتها أو على مستوى التعبير عن تلك الطروحات ، وهو مؤشر لا يوازي رغبتهم وطموحهم في إيجاد سينما خالصة تحترم كيانها وكيان متلقيها ، آملين في التفكير لإيجاد حلول تتوازن بين الكم والكيف دون التفريط في أحدهما على حساب الآخر. كما توجت الجامعة الوطنية للأندية السينمائية فيلم " نصف سماء " لمخرجه عبد القادر لقطع بجائزة الأندية السينمائية التي ترأسها آيت عمر المختار عن النادي السينمائي بالقنيطرة ، وعضوية كل من عزيز الأربعي عن نادي دونكيشوت بطنجة ، أحمد كوال عن النادي السينمائي ببرشيد ، وخالد سلي عن جمعية سيني مغرب بوجدة . و قدمت في نفس اليوم أيضا جائزة " أراكني " الاسبانية وقدرها 5 آلاف دولار للفيلم الوثائقي " الريف 58 – 59 " لمخرجه طارق الادريسي ، ويحكي عن المرحلة التاريخية مابين 58 و59 ، حيث عانى سكان منطقة الريف من القمع الشرس نتيجة انتفاضتهم بسبب أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية الصعبة . وتكونت اللجنة كل من المخرج حميد بناني وجمال الخنوسي و محمد بولان . وعرفت المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته السادسة عشر مشاركة 15 فيلما طويلا ، وأخرى قصيرة عكست تجارب وأجيال سينمائية متنوعة.