خفت الحديث بشكل ملفت عن داء اسمه إيبولا، فبعد ما كان خلال الشهور القليلة الماضية الموضوع الرئيسي الذي يشغل اهتمامات الرأي العام الدولي، شعوبا ومنظمات وهيآت، وبعدما كان يحتل مقدمة اهتمامات جميع وسائل الإعلام بدون استثناء، وبعدما كانت منظمات دولية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية تمطرنا بأعداد الأشخاص الذين قتلهم هذا الوباء الذي كان إلى حدود أسابيع خلت خطيرا ويهدد البشرية جمعاء؛ بعد كل هذا الانشغال، وكل تلك الضجة توارى الموضوع إلى الخلف، وتوجهت انشغالات الرأي العام ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية إلى قضايا أخرى تماما كما حدث مع أنفلوانزا الطيور وأنفلوانزا الخنازير تقوم الدنيا ولا تقعد إلا بعد أن تستنفد شركات أدوية ومعدات طبية أغراضها، بأن تمارس ضغوطا رهيبة من خلال تطبيق خطة إعلامية تجعل الرأي العام خاضعا وتحت الإكراه لخدمة مصالح هذه الشركات، والمصيبة أن الرأي العام يفتقد في هذه الحالة إلى القدرة على الاستفادة مما سبق من تجارب جعلته فريسة سهلة أمام أهداف تجارية قوية. المهم، انتهت حكاية إيبولا لأنها استنفدت أغراضها، وننتظر حكاية جديدة مع وباء جديد لن ينطلق الحديث عنه إلا مع اقتراب نهاية فصل الصيف، وننتظر حملة إعلامية قوية تنبه إلى خطورة الداء، وسنضطر لتصديقهم لأننا لانملك إلا أن نفعل، وأتمنى ألا تسارع الحكومة هذه المرة إلى إعلان إلغاء تنظيم فعالية دولية في بلادنا.