أجرى معهد استطلاعات الرأي الدولي "إيبسوس"، تحقيقا وطنيا لقياس نسبة شعور المغاربة بالسعادة بناء على طلب شركة أطلنطا للتأمين، وذلك لمعرفة الأوقات التي يشعر فيها المغربي بالسعادة ولوضع الأصبع على العوامل التي تحدد هذا الشعور، لتمكين الشركة من ابتكار وتقديم منتوجات للتأمين تساهم في الاستجابة لتطلعات مؤمنيها. وحسب بلاغ صحفي لشركة أطلنطا للتأمين توصلت "العلم" بنسخة منه، فإن هذه الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها بالمغرب، همت عينة تمثيلية من المجتمع المغربي تتكون من 2100 شخص، وتمحورت أهدافها حول تحديد الوسائل التي يلجأ إليها المغاربة من أجل الحفاظ على سعادتهم. وبناء على النتائج فإن الصحة جاءت على رأس قائمة أهم ثلاثة مصادر لسعادة المغاربة بنسبة تصل الى 96 في المائة، تليها العبادة بنسبة 80 في المائة، ثم الأسرة بنسبة 70 في المائة. ويضيف البلاغ، أن ثالوث (الصحة، والدين، والأسرة) وإن كان يحافظ على نفس درجة الأهمية، فإنه يختلف بشكل طفيف بحسب الطبقة الاجتماعية وسن الأشخاص المستجوبين، حيث يبقى "جيل طفرة المواليد" الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و65 سنة، الأكثر تشبتا بالدين بالمقارنة مع باقي الأجيال، كما أن أهمية العلاقة مع الأسرة تختلف أيضا بشكل ملحوظ من طبقة إلى أخرى، فكلما اقتربت الطبقة الاجتماعية من أسفل الدرك كلما زادت أهمية الرابط الأسري. وبذلك تبقى الصحة والعبادة موضع إجماع بالنسبة لكل الأجيال. وتفيد الدراسة حسب البلاغ، أنه في الجانب الديني، صرح أزيد من 87 في المائة من الأشخاص المستجوبين أنهم يشعرون بالسعادة عندما يتصدقون أو يؤدون فريضة الزكاة، فيما يرى 85 في المائة أن الصوم يشكل ثاني أفضل مصدر للسعادة، أما الصلاة فتحتل المرتبة الثالثة في هذا الترتيب بنسبة 68 في المائة فيما يتعلق بصلاة الجماعة، و56 في المائة فيما يخص الصلاة الفردية، بينما تشكل فريضة الحج نسبة 14 في المائة. أما فيما يخص كل من المال والأسرة، تضيف الدراسة ذاتها، فإن 7 في المائة فقط من المغاربة أجابوا بالنفي على سؤال إن كان المال يحقق السعادة أم لا، أما الأغلبية الساحقة منهم فيشكل المال لها عاملا أساسيا للسعادة وإن لم يكن شرطا لازما، أما الأسرة فاحتلت المرتبة الثانية من حيث المصادر اللامادية الأكثر أهمية لشعور المغربي بالسعادة بعد الدين. كما أن تصور الأسرة كمصدر من مصادر السعادة يختلف باختلاف الأجيال، فبالنسبة "لجيل الألفية" الذي تتراوح أعمارهم ما بين 25 و36 سنة، تبقى السعادة رهينة برضى الوالدين بنسبة 92 في المائة، تليها السمعة الطيبة التي يتمتع بها المرء ب86 في المائة، ثم اعتراف الزوج ب46 في المائة، والأبناء ب29 في المائة، أما بالنسبة للمغاربة الذين تتأرجح أعمارهم ما بين 37 و64 سنة، فإن نجاح الأبناء يأتي على رأس مؤشرات السعادة بالنسبة ل48 في المائة منهم، متبوعا بسمعة الأبناء بنسبة 46 في المائة، وعملهم بنسبة 27 في المائة، ثم زواجهم بنسبة 25 في المائة. وأضاف البلاغ، أنه تم عرض هذه النتائج على ثلة من الخبراء الذين أبدوا وجهة نظرهم، حيث أكد الدكتور أحمد البوكيلي المتخصص في الدراسات الإسلامية، أن نسبة 80 في المائة من المغاربة الذين يعتقدون أن ممارسة الدين تبعث على الشعور بالسعادة، تعكس العمق الروحي لشخصية المغربي الذي يظل متشبثا بالتاريخ بكل حمولته الدينية. فيما أكد عالم الاجتماع عبد الرحيم العطري، أن نتائج هذه الدراسة تعتبر وثيقة مرجعية من شأنها أن تعين الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، في ما يتصل بوضع تخطيط للعناصر المشكلة لسعادة المغاربة وبنائها. أما الدكتورة أمل شباش، فاعتبرت أن فكرة إنجاز هذه الدراسة مبتكرة ومبدعة، ونتائجها تنسجم مع ما توصلت اليه خلال 15 سنة من ممارسة الطب، وعلاج السلوك النفسي والجنسي للمرضى الذين عالجتهم. وخلص البلاغ، الى أن هذه الدراسة الوطنية حول السعادة ستمكن شركة أطلنطا للتأمين، من جمع مجموعة من المعلومات التي انبثق عنها فكرة إنشاء "مرصد للسعادة"، الذي سيعمل على إصدار بلاغات دقيقة بخصوص سعادة المغاربة، بالاعتماد على معطيات إحصائية تمكن من القيام بأشكال مختلفة من المعالجة والتحليل، حسب الجنس والسن والمكان الجغرافي، ليصبح مصدرا للمعلومات يكفل السعادة للجميع.